نشر بشراكة مع DW العربية
احتفلت الولايات المتحدة أمس السبت (الرابع من يوليو 2020) بيوم الاستقلال في أجواء كئيبة على وقع ارتفاع قياسي في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد وتظاهرات واسعة مناهضة للعنصرية وخطاب غاضب أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ودفع تفشي كوفيد-19 السلطات لإغلاق الشواطئ التي عادة تكون مكتظة في عطلة الرابع من يوليو في وقت شهدت كاليفورنيا وفلوريدا ارتفاعاً مقلقاً في عدد الإصابات بالوباء. ووسط كل هذا، حذّر رئيس بلدية لوس أنجليس إريك غارسيتي “عليكم الافتراض بأن جميع من حولكم مصاب”.
وفي أنحاء البلاد، تم إلغاء المسيرات والتخفيف من حجم حفلات الشواء التي يقيمها السكان في باحات منازلهم الخلفية بينما ألغيت التجمّعات العائلية وسط القلق من السفر جواً ونشر الفيروس.
وستقام بعض الأنشطة عبر الإنترنت في وقت تحاول الولايات والمدن التعامل مع ارتفاع عدد الإصابات مجددا عبر التحذيرات وأوامر الحظر.
وتقترب حصيلة الوفيات جرّاء الفيروس في الولايات المتحدة بشكل متسارع من 130 ألفا، ما يعادل تقريباً ربع الحصيلة العالمية، في وقت تحاول العديد من الدول الأوروبية إعادة الحياة إلى طبيعتها. وأرخى ذلك بظلاله على عطلة الرابع من يوليو وسط جدل بين الرغبة في الاحتفال والدعوات المبنية على البيانات العلمية لتوخي الحذر.
كما تم إلغاء نحو 80 في المئة من عروض الألعاب النارية التي لطالما شكلت ذروة الاحتفالات إذ يحتشد الآلاف لمشاهدتها. ودعت بعض المناطق السكان لمشاهدة العروض من سياراتهم. في أي حال، فإن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين جعلت من الصعب الحصول على الألعاب النارية.
وتوقّع مسؤولو الصحة ارتفاعاً جديداً في عدد الإصابات بالفيروس بعد احتفالات وتظاهرات عطلة نهاية الأسبوع. ويرى البعض أن ارتفاع عدد الإصابات مؤخرا ناجم عن الاحتفالات الواسعة خلال عطلة “يوم الذكرى” أواخر مايو ورفع تدابير الإغلاق في بعض الولايات في الفترة ذاتها. وثمة مخاوف من ارتفاع عدد الإصابات مجدداً في عطلة يوم الاستقلال كما حصل بعد “يوم الذكرى”.
“غوغاء غاضبون”
وينوي ترامب الذي ألقى خطاباً الجمعة أمام تماثيل حفرت في الصخر لأربعة من الرؤساء السابقين في جبل راشمور، الحضور إلى “ناشونال مول” من أجل فعالية “تحية لأميركا” التي تواكبها موسيقى عسكرية وطلعات جوية.
وفي حين تركّز خطابات الرؤساء في الرابع من يوليو تقليدياً على قضايا ترفع المعنويات وتعزّز الوطنية والوحدة، ندد ترامب في خطابه في داكوتا الجنوبية بالاحتجاجات التي اندلعت منذ مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد تحت ركبة شرطي أبيض. وندد ترامب الذي يواجه معركة إعادة انتخابه في نوفمبر ويبدو متحمساً لحشد قاعدته السياسية، بـ”الفوضى العنيفة” في شوارع الولايات المتحدة واتّهم المتظاهرين بشن “حملة بلا رحمة لمحو تاريخنا والإساءة لأبطالنا ومحو قيمنا وغسل أدمغة أطفالنا”.
من جهته، تبنى منافس ترامب في الانتخابات الديموقراطي جو بايدن نبرة مختلفة تماماً حيال التوتر العرقي الذي تعيشه البلاد قائلاً عبر تويتر السبت إن “أمّتنا تأسست على فكرة بسيطة: خلقنا جميعنا سواسية. لم نصل إلى ذلك يوماً لكننا لم نتوقف في الوقت ذاته عن المحاولة. اليوم عيد الاستقلال، دعونا لا نكتفي بالاحتفال بهذه الكلمات بل لنلتزم تحقيقها أخيراً”.