24 ساعة – وكالات
اتهم رئيس وزراء مالي شوغل كوكالا مايغا أمس السبت 25سبتمبر 2021 فرنسا بأنها “تخلت” عن بلاده “في منتصف الطريق” بقرارها سحب قوة “برخان”، مبررا بذلك ضرورة بحث بلاده عن “شركاء آخرين”.
وتحدث رئيس الوزراء المالي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن “قلة تشاور”، مبديا أسفه للإعلان “الأحادي” الصادر من دون تنسيق ثلاثي مع الأمم المتحدة والحكومة المالية.
وصرح كوكالا “الوضع الجديد الذي نشأ بسبب انتهاء (مهمة) برخان، والذي يضع مالي أمام أمر واقع ويعرضها لنوع من التخلي في منتصف الطريق، يقودنا إلى استكشاف السبل والوسائل لكي نضمن على نحو أفضل الأمن (…) مع شركاء آخرين”.
وفي سياق تزايد تهديد الجماعات الجهادية المسلحة، قال كوكالا مايغا إن “عملية برخان الفرنسية تعلن فجأة انسحابها” مع تحولها إلى “تحالف دولي لم تعرف معالمه بعد”. واعتبر المسؤول المالي بأن “الإعلان الأحادي عن انسحاب برخان وتحولها، لم يأخذ في الاعتبار الارتباط الثلاثي الذي يجمعنا”، في إشارة إلى الأمم المتحدة ومالي وفرنسا.
وتابع رئيس الوزراء “تأسف مالي لأن مبدأ التشاور الذي يجب أن يكون القاعدة بين الشركاء لم يحترم” قبل اتخاذ القرار. قائلا إنه يحق للشعب المالي العيش بأمان، وإنه يجب لبعثة مينوسما للسلام التابعة للأمم المتحدة وقواتها البالغ عددها 15 ألفا أن “تتمتع بوضعية أكثر هجومية على الأرض”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت بأن مالي طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن في الدولة التي تشهد نزاعات، لكنه شدد في المقابل على أن لا علاقة لموسكو بذلك.
لكن مع اعتزام باريس خفض وجودها العسكري في مالي، قال لافروف لصحافيين إن الحكومة المالية تتوجه إلى “شركات روسية خاصة”. مضيفا “إنها أنشطة تنفذ على أساس شرعي”، وذلك في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وتابع لافروف “ليست لنا أي علاقة بذلك”.
هذا، وأشارت تقارير إلى أن حكومة مالي التي يهيمن عليها الجيش في باماكو تقترب من التعاقد مع ألف عنصر مسلح من فاغنر.
وكانت دول أوروبية حذرت الحكومة المالية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع من التعاقد مع عناصر مسلحين من مجموعة فاغنر المثيرة للجدل. وهو تحذير سبق أن وجهته فرنسا أيضا إلى مالي منبهة إلى أن التعاقد مع مسلحين من الشركة الأمنية الروسية الخاصة، سيؤدي إلى عزلة البلاد دوليا.
وخلال السنوات الأخيرة، تزايد نفوذ العناصر الأمنية المسلحة الروسية وشركات الأمن الخاصة في أفريقيا، خصوصا في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تشهد نزاعا وحيث اتهمت الأمم المتحدة مجموعة فاغنر بارتكاب انتهاكات.
ورغم أن موسكو لا تخفي بأنها تنشر “مدربين” في أفريقيا الوسطى، إلا أنها تقول بأنهم لا يشاركون في القتال، وتشدد على عدم وجود عناصر أمنية روسية مسلحة في ليبيا، على عكس ما تعلنه دول غربية.