لم تمضي على الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام الوطني أقل من 48 ساعة، حتى تمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من فك لغز قتل السائحتين الأجنبيتين في منطقة إمليل، وكذا توقيف الجناة الثلاثة المتورطين في هذه الجريمة، وإخضاعهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد ملابسات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، والكشف عن الخلفيات والدوافع الحقيقية التي كانت وراء ارتكابه، إذ تشير المعطيات الأولية إلى أن هذه الجريمة قد تكون بدافع إرهابي، نظرا لشكل الموقوفين وطريقة تفكيرهم وحديثهم.
النجاح الباهر الذي حققه جهاز الاستخبارات المغربي (الديسي) ينضاف الى نجاحاته السابقة سواء تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو الجريمة المنظمة العابرة للقارات، وهذا ما يبوئ المغرب مكانة مرموقة بين عدد من الأجهزة الاستخباراتية العالمية المشهود لها بالكفاءة.
إن إحترافية هذا الجهاز في التعامل مع كافة الجرائم، تدفعنا لأن نرفع له القبعة وننوه بالتضحيات الجسام التي يقدمها رجال الأمن بكافة تلاوينهم، وما قام به هؤلاء في قضة السائحتين، يؤكد بالملموس، أن هذه العناصر بإمكانها إسقاط كل من سولت له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين، في أي وقت وفي أي زمان ومكان.
فرغم نجاح هذه المجموعة في ارتكاب فعلها الجرمي الجبان، إلا أن رجال الحموشي وجهوا رسالة مشفرة إلى كافة من يفكر في تهديد أمن وطمأنينة هذا البلد، أن مصيره سيكون نفس مصير هؤلاء المجرمين الذين أظهرت صورهم ما مدى الخوف و الفزع الذي انتابهم لحظة اعتقالهم، وهذا ما يؤكد أن مثل هؤلاء هم مجرد جرذان، لا يحملون من صفات الشهامة و المروءة إلا الخير و الإحسان.