24 ساعة-أسماء خيندوف
غادر حسن كعبية، نائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، منصبه مؤخرا وعاد إلى إسرائيل. ورغم تأكيد المصادر الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط أن أسباب هذا الرحيل تعود لاعتبارات شخصية وإدارية محضة، إلا أن توقيت المغادرة أثار العديد من التساؤلات، خاصة في ظل سياق التوترات التي رافقت أداءه الإعلامي وتصريحاته المثيرة للجدل.
ووفقا لمصادر داخل البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، أكدت أن أنشطة مكتب الاتصال بالرباط مستمرة بشكل طبيعي، مع الالتزام بتعزيز العلاقات بين المغرب وإسرائيل. إلا أن رحيل كعبية جاء بعد سلسلة من المواقف التي أثارت انتقادات واسعة، أبرزها تصريحاته المتعلقة بالتضامن المغربي مع القضية الفلسطينية خلال المسيرة الوطنية لدعم الشعب الفلسطيني التي نظمت في 7 أكتوبر 2023. وكان كعبية قد وصف المتضامنين مع “حماس” بأنهم “لا ينتمون للإنسانية ويجب عليهم مراجعة مواقفهم”، وهو التصريح الذي أثار استياء كبيرا في الأوساط المغربية.
و إلى جانب ردود الفعل السلبية على تصريحاته، تفاقمت الخلافات بين كعبية ورئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، يوسي بن دافيد، المعروف بحرصه على تجنب الأضواء. وأبدى بن دافيد تحفظات كبيرة بشأن الظهور الإعلامي المتكرر لنائبه وانفتاحه على وسائل الإعلام. كما أدت هذه الخلافات إلى توترات داخلية، بلغت ذروتها بتقديم بن دافيد شكوى رسمية ضد كعبية لوزارة الخارجية الإسرائيلية في تل أبيب.
وفي مواجهة هذه التوترات، طلبت وزارة الخارجية الإسرائيلية من كعبية مواصلة مهامه الإدارية داخل مكتب الاتصال حتى انتهاء فترة تكليفه، مع الابتعاد عن أي تصريحات إعلامية أو مواقف قد تثير الرأي العام المغربي، والحرص على تجنب أي مواجهات مع بن دافيد. إلا أن كعبية قرر في النهاية العودة إلى إسرائيل، مما جعل رحيله يبدو كخيار شخصي هربا من الضغوط المتزايدة.
و أثار رحيل حسن كعبية عن مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط العديد من التساؤلات حول الدور الذي تلعبه التصريحات الإعلامية والخلافات الداخلية في مسار الدبلوماسيين. وفي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل استمرار عمل مكتبها بالمغرب، يبدو أن الحادثة تعكس تحديات أكبر في إدارة العلاقات الثنائية في ظل حساسية بعض القضايا المرتبطة بالرأي العام المغربي.