24 ساعة ـ متابعة
تزامنا مع تخليد الذكرى 64 لتأسيس الاذاعة الجزائرية لم يتردد المدير الحالي لهذه الإذاعة المدعو “محمد بغالي”بدعوتها إلى ذات الدور الذي كانت تلعبه “الإذاعة السرية الجزائرية” لتوجيه سهامها نحو مهاجمة المغرب، ومواجهة ما اسماها “آلة الدعاية التي يطلقها المخزن المغربي”.
في هذا الإطار و لتصحيح معلومات المدير العام للإذاعة الجزائرية لا بد من التذكير أن الإذاعة السرية الجزائرية ،لم تكن لتكون لولا الدعم المالي و المعنوي و اللوجستي للمغرب، و لولا احتضانها من قبل المملكة المغربية والمغاربة لم تكن لتكون في الاصل.
فقد لعبت هذه الغذاعة السرية التي كانت تبث من شاحنة من الأراضي المغربية، لعبت دورا كبيرا في المقاومة الجزائرية للإستعمار الفرنسي، بحيث اعتبرت الثورة وجود منبر ينقل صوتها إلى الداخل والخارج أمرا مهما.
وشكّلت الإذاعة السرية، التي تأسست في 16 ديسمبر 1956، وكانت تبث من مدينة الناظور بالمغرب بادئ الأمر، ثم انتقلت إلى الحدود بين المغرب والجزائر، أما مركز البث فكان شاحنة متحرّكة حتى لا ترصدها مخابرات الاستعمار وعيونها، مع توقيت بثّ لا يتجاوز ساعتين (من الساعة الثامنة مساء إلى العاشرة)، حتى تصعب مهمة رصدها.
لقد كان الجزائريون في تلك الفترة يتحلقون حول المذياع ليستمعوا لصوت الإذاعي عيسى مسعودي وهو يصدح عبر الأثير قائلا “هنا إذاعة الجزائر الحرة المكافحة.. صوت جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني.. يخاطبكم من قلب الجزائر”، وكانت عبارة “من قلب الجزائر” تزعج المستعمر في الوقت الذي يطرب لها الجزائريون. و هذا بشهادة موقع الإذاعة التي يرأسها المدعو “محمد بغالي”اليوم.