24 ساعة-وكلات
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى موجة عارمة من الرفض والاستنكار على المستوى الدولي. و جاء الإعلان في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تصعيدا جديدا، مما أثار مخاوف من حدوث تهجير قسري قد يغير خريطة المنطقة بشكل جذري.
ردود فعل أوروبية و دولية.. رفض واسع ونداءات لحل الدولتين
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، أن العديد من الدول الأوروبية أدانت بشدة مقترح ترامب، حيث أكدت هذه الدول على أن هذا المقترح يشكل انتهاكا للقانون الدولي ويعزز معاناة الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن محاولة طرد الفلسطينيين ستكون مخالفة للقانون الدولي، بينما شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على دعم بلاده لحل الدولتين.
و في المقابل، وصف وزير الخارجية الفرنسي كريستوف لوموان التهجير القسري لسكان غزة بأنه “انتهاك للقانون الدولي”، وأكد أن مستقبل غزة يجب أن يكون جزءا من دولة فلسطينية مستقلة. أما إسبانيا فكانت أيضا من بين الدول التي أبدت معارضتها، حيث أكد وزير الخارجية الإسباني أن غزة هي أرض فلسطينية ويجب أن يبقى الفلسطينيون فيها.
ومن جانبها، أعلنت الصين معارضتها التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وأكدت دعمها حكم الفلسطينيين لفلسطين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية “لين جيان” في مؤتمر صحفي إن بكين تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.
أما روسيا، فأفاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، وأضاف “سمعنا كلام ترامب بشأن إعادة توطين سكان غزة، لكننا ننطلق من حقيقة أن الدول العربية لا تقبل هذه الفكرة”.
و من داخل الولايات المتحدة، تلقى مقترح ترامب انتقادات حادة،حيث وصف السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن المقترح بأنه “تطهير عرقي تحت مسمى آخر”، بينما اعتبرت النائبة رشيدة طليب المقترح “هراء متعصب”. و في الوقت نفسه، .
في حين عبرت كل من اسكتلندا و البرازيل عن رفضها التام لمقترح ترامب.
منظمات دولية.. “رفض قاطع”
اعتبر المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن مشروع السيطرة على غزة ونقل سكان القطاع الذي طرحه ترامب “مفاجئ للغاية”. وقال غراندي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “من الصعب جدا التعليق على هذه المسألة الحساسة جدا”، مشيرا إلى أنه “أمر مفاجئ للغاية، لكن لا بدّ من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع”.
و من جهته، شدد المبعوث الأوروبي الخاص للشرق الأوسط سفين كوبمانز على أن هناك حلا واحدا فقط وهو دولتان إسرائيلية وفلسطينية آمنتان تتمتعان بالسيادة. كما شدد على أن الأمن الحقيقي لا يأتي إلا من خلال السلام الحقيقي.
و بدورها، أعربت منظمة العفو الدولية عن رفضها الشديد لمقترح ترامب، معتبرة أنه يتعارض مع حق الشعوب في تقرير المصير. كما حذرت من أن أي خطة تتجاهل حقوق الفلسطينيين ستؤدي إلى المزيد من العنف والصراع.
وفي ظل الردود الدولية القوية والمتعددة، يبدو أن مقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة لا يلقى دعما من غالبية المجتمع الدولي، بل يشكل تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار في المنطقة. و مع تأكيد الدول الكبرى والمنظمات الدولية على أهمية احترام حقوق الفلسطينيين وضرورة الوصول إلى حل الدولتين، يبقى السؤال مفتوحا حول قدرة هذه الضغوط الدولية على إيقاف هذا المقترح.