أسامة بلفقير-الرباط
العلاقات الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن في مستواها الأمني والعسكري تزداد متانة يوما بعد آخر. فقد توالى تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين المغاربة والأمريكيين بهدف مواجهة مختلف التحديات التي تعرفها المنطقة.
من المؤكد إذن أن الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي. إلى المغرب أمس الأحد، والتي عرفت إجراءه مباحثات. مع كل من الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق. حملت أكثر من رسالة على أن التعاون بين البلدين يزداد صلابة يوما بعد آخر.
هذا التعاون يتم تجسيده من خلال أكثر من مبادرة، وعلى رأسها مناورات الأسد الإفريقي العسكرية. حيث شكلت الزيارة الأخيرة إشارة واضحة على استمرار تنظيمها في المملكة المغربية بشراكة مع القوات الأمريكية.
المسؤول العسكري الأمريكي أكد إلى جانب المسؤولين العسكريين المغاربة. على أهمية التمرين السنوي المشترك (الأسد الإفريقي) الذي يمثل رافعة أساسية لإنجاح قابلية التشغيل المشترك للقوات المسلحة.
وشدد المسؤولون الثلاثة على الإرادة المشتركة لزيادة تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين القوات المسلحة في البلدين.
وشدد الجنرال الأمريكي، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية العلاقات العسكرية “الوطيدة والحقيقية والممتازة”. التي تربط الولايات المتحدة بالمغرب، مشيرا في هذا الصدد إلى مناورات الأسد الإفريقي التي تقام منذ حوالي 20 سنة والتي أثبتت فاعليتها، والعديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالأمن الإقليمي.
وأوضح الجنرال ميلي أن الولايات المتحدة تعتبر المغرب شريكا وحليفا كبيرا، ليس فقط في المنطقة بل على مستوى القارة الإفريقية بأكملها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المملكة كانت أول بلد يعترف باستقلال بلاده، وبالتالي فإن بلاده تسعى لتعميق العلاقات الثنائية مع المغرب وتوسيعها.
هذه التصريحات تدحض ما سبق أن نشر في بعض التقارير بشأن توجه الولايات المتحدة لتغيير مكان تنظيم مناورات الأسد الإفريقي. في المقابل، يتضح بجلاء أن الولايات المتحدة تعول على المغرب كفاعل أساسي في ضمان أمن واستقرار المنطقة، ومواجهة تحدي الجماعات المتطرفة في منطقة ساحل والصحراء، والتي تنشط بدعم من “البوليساريو” صنيعة الجزائر.