*رشيد لبكر
على بعض أحزاب الأغلبية، التعلم من جلالة الملك و الاقتداء باسلوبه، اما الإمعان في سياسة القمع والتخويف و ” قليان السم” فلعب بالنار واقتياد للبلاد إلى الهاوية.
تذكرون انه في أواخر سنة 2010 ومطلع 2011 عندما انطلقت شرارة الربيع العربي الذي أحيل اليوم إلى شوك ورماد، كان بإمكان الدولة نهج مقاربة قمعية، والتعامل مع الشباب الثائر بالعصا لمن عصى وبالزرواطة لفرض الأمن بالقوة، لكن الله تعالى، وهو الأعلم بعاقبة الأمور، سلم ولطف …القمع دائما أيسر الحلول ولكنه الأخطر على مستقبل الأمم، لأجل ذلك، اختار الملك ساعتها الخروج الى الشعب مباشرة بخطاب تاريخي، امتص به الغضب واحتوى الوضع، معلنا عن قرارات تاريخية لامست أشياء مهمة من مطالب المحتجين، ابرزها مراجعة الدستور مراجعة جذرية ساهمت بشكل كبير في التخفيف من وطأة الاحتجاج وإرجاع الأمور إلى نصابها..
الآن هناك غضب شبابي عارم ومطالب ملحة، دفعت بشرائح كبيرة منهم إلى تنظيم مسيرات نحو المتوسط بنية الدخول “صحة” إلى سبتة…أو بمعنى أصح…هجرة البلاد احتجاجا على سوء الأوضاع… فهل ستجدي المقاربة الأمنية في معالجة الوضع؟!…لا اعتقد ذلك.
وقد قلنا بأن القمع لن يؤدي بعد مرور الوقت إلا إلى مزيد من الاحتقان الشبابي …أما الحل فهو خروج السيد رئيس الحكومة إلى الشعب للحديث إليه مباشرة والإجابة على الأسئلة الحارقة التي تذكي جمرة الغضب لدى الشباب وتزيد من حماة الحماس، سواء تعلق الأمر بغلاء الأسعار او بالبطالة او بالفساد المستشري أو بوعود ال 2500 درهم التي طارت مع الريح.
المطلوب تقديم خطاب مصارحة وصياغة أجندة واقعية ومضبوطة، تتضمن حلولا عاجلة “ماشي بريكولاج” لإطفاء هذه الجمرة قبل ازدياد اشتعالها… فالشباب الذي يقطع مسافات في عرض البحر غير خائف من الموت ولا بالخطر المحيط به من كل مكان، لن ترعبه اساليب القمع ومقاربات الامن مهما تعددت أشكالها.
واقتدي يا حكومة الشعب بجلالة الملك ..اخرجوا لكي تخاطبوا الناس عساهم يفهموكم قبل فوات الاوان .
مؤسف هذا التناقض الذي وصلنا إليه بين شباب يخطط لهجرة جماعية كأنها الانتحار، وشباب لاه يدشن النقاش السياسي في الموسم الجديد بإيقاع آخر…عنوانه ….”مهبول انا غادي في الاوطوروت” ..وتصبحون على وطن.