يوسف المرزوقي- الرباط
رغم حالة الإجهاد المائي الذي تعيش على وقعها المملكة، والتي دفعت عاهل البلاد الملك محمد السادس؛ إلى دق ناقوس الخطر؛ ودعوته في خطاب افتتاح البرلمان إلى أخذ أزمة الماء بـ ”الجدية اللازمة”. إلا أن أهم مسببات هذا الإجهاد وهذه الأزمة لا تزال حاضرة؛ خصوصا في القطاع الفلاحي.
ولا تزال سياسة التشجيع على الاستثمار في المحاصيل الزراعية التي تتطلب الكثير من المياه؛ مثل الطماطم والتوت و”الأفوكا” والبطيخ الأحمر والحمضيات…؛ حاضرة بقوة. رغم أزمة الجفاف الحادة وحالة الإجهاد المائي المثيرة للقلق.
ويطمح المغرب في السنوات المقبلة في أن يصبح مصدرا رئيسيا لهذه المنتوجات الفلاحية، إلى أسواق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. عبر الزيادة في الإنتاج. الذي يفتح له المجال للمنافسة أمام مصدرين تقليديين مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
وتستثمر السياسات الزراعية في المغرب بدعم الاستثمار في إنتاج هذه المحاصيل الزراعية التي تتطلب الكثير من المياه. في مقابل حالة جفاف غير مسبوقة.
في سنة 2021، أصبح المغرب في المرتبة الخامسة عشرة من بين أكبر مصدري فاكهة التوت في العالم من حيث القيمة، وفقًا لتقرير حديث لوزارة الزراعة الأمريكية.
وتضاعفت صادرات البلاد من الفاكهة من 729 مليون دولار (7.8 مليار درهم) في 2016 إلى 1.5 مليار دولار (16 مليار درهم) في 2021. بسبب زيادة إنتاج التوت.
وصدر المغرب العام الماضي أكثر من 40 ألف طن من التوت الأزرق و 85 ألف طن من الفراولة و 40 ألف طن من التوت البري.
وكان الملك محمد السادس، قد دعا الحكومة؛ خلال أكتوبر الماضي؛ إلى أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، عبر القطع مع كل أشكال التبذير. والاستغلال العشوائي وغير المسؤول.
ونبه إلى أن المغرب “أصبح يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي”، و”يمر بمرحلة جفاف صعبة. هي الأكثر حدة، منذ أكثر من ثلاثة عقود”.
وقال الملك في خطابه: “ندعو لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة. لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول”.