وجدة- إدريس العولة
من المنتظر أن يستقبل ميناء الجزيرة الخضراء أزيد من 120 ألف مسافر ومسافرة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج وحوالي 30 ألف سيارة خلال يومين فقط، “بداية من أمس السبت إلى نهاية يوم الأحد الجاري”، وهو رقم قياسي لم يسبق تسجيله في تاريخ عملية ” مرحبا” وفق تصريحات لبعض المسؤولين الإسبان.
وفي هذا الصدد، أوصت السلطات الحكومية الإسبانية مواطنيها، بتجنب التوجه نحو شواطئ طريفة نهاية الأسبوع الجاري، لتجنب الازدحام الكبير الذي تشهده كل الطرق المؤدية إلى الجزيرة الخضراء بسبب الكم الهائل من عربات الجالية المغربية المتوجهة نحو الميناء المذكور.
وفي هذا الصدد، أكد باتشيكو، المندوب الفرعي للحكومة في قادس، أن نهاية الأسبوع الجاري ستكون “الأكثر تعقيدا” في عملية مرحبا 2023، محذّرا مواطنيه استباقيا من تداعيات الاختناق الذي تشهده المنطقة.
ولفت المسؤول الحكومي الإسباني في هذا الإطار، إلى أن مكتب العمليات الخاصة ينضم إلى عملية العودة من المغرب، في انتظار وصول حوالي 6000 مركبة، مبرزا في الآن ذاته، أن ميناء الجزيرة الخضراء يدعم “عمليا 70٪” من جميع عملية عبور المضيق.
من جهة أخرى، أوصى المندوب الفرعي للحكومة في قادس، خوسيه باتشيكو، بضرورة اقتناء التذاكر بشكل استباقي لاعتبارات عدة على رأسها، أن اقتنائها عند الوصول “ستكون في الحقيقة عملية جد معقدة وصعبة”.
وكان وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل قد كشف من جانبه، أن عملية “مرحبا 2023” لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج التي انطلقت شهر يونيو الماضي، سجلت ارتفاعا في أعداد الوافدين عبر مختلف نقط العبور المينائي بحوالي 28 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، معتبرا أن هذا يرجع أساسا إلى مناسبة عيد الأضحى التي تزامنت هذا العام وعطلة فصل الصيف.
واعتبر المسؤول الحكومي المغربي، أن عملية العبور، التي أطلقت بتعليمات من الملك محمد السادس ابتداء من 5 يونيو الماضي، “تمر عموما في ظروف جيدة وذلك بفضل تظافر جهود جميع المتدخلين”.
وفيما يخص عملية العبور عبر البحر لهذه السنة، أكد المسؤول الحكومي أن وزارة النقل واللوجيستيك عملت على توفير طاقة استيعابية تستجيب للتدفقات المنتظرة خلال فترات الذروة، لافتا إلى أنه تمت تعبئة 32 سفينة لتشغيلها على 12 خطا بحريا لربط الموانئ المغربية بنظيراتها في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك لتأمين 538 رحلة أسبوعية بسعة إجمالية تقدر بـ 501 ألف مسافر و136 ألف سيارة كل أسبوع.
وبخصوص أسعار التذاكر، أوضح الوزير أنها عرفت ارتفاعا مهما على المستوى العالمي مقارنة مع سنة 2019 نتيجة للتضخم الذي يعيشه العالم، مبرزا أن الوزارة عملت مؤخرا على حث الشركات البحرية الوطنية والأجنبية على خفض تعريفاتها الخاصة بعملية العبور، “إذ استجابت مجموعة من الشركات التي عرضت تخفيضات تفضيلية على أثمنة التذاكر بلغت 25 في المائة”.
وفي سياق ذي صلة، أبرز وزير النقل واللوجستيك أن عملية مرحبا تظل فريدة من نوعها، كما تستلزم تعبئة الإمكانيات اللوجيستيكية الضرورية وتظافر جهود العديد من المتدخلين حتى يتسنى لأفراد الجالية السفر في ظروف مريحة وآمنة، سواء عبر الطائرة أو بحرا.