24 ساعة ـ متابعة
وقعت روسيا والكونغو برازافيل اتفاقية تاريخية لإنشاء خط أنابيب نفطي يربط بين مدينتي بوانت نوار ومالوكو، مروراً بلوتيتي. يمثل هذا المشروع خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيدًا على تنامي التعاون الروسي في القارة الإفريقية.
تفاصيل المشروع والشراكة
سيتولى تنفيذ هذا المشروع الضخم ائتلاف يضم شركتي “زاك نفت غاز ستروي-بروميتي” (Zakneftegazstroy-Prometey) الروسية و”الشركة الوطنية للنفط في الكونغو” (SNPC) الحكومية.
وستُشكل لهذا الغرض شركة مشتركة تكون ملكيتها موزعة بنسبة 90% للجانب الروسي و10% للكونغو. هذا التوزيع يعكس التزام روسيا بضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية للطاقة في الكونغو، ويدل على ثقتها في الشراكة طويلة الأمد.
ومن المتوقع أن يتم تشغيل خط الأنابيب لمدة 25 عامًا على الأقل، قبل أن يتم نقله بالكامل إلى ملكية الدولة الكونغولية.
هذا البند يؤكد على الطبيعة الاستراتيجية للمشروع بالنسبة للكونغو، حيث سيُساهم في تطوير قطاع النفط والبنية التحتية الوطنية، مع ضمان نقل المعرفة والخبرة إلى الجانب الكونغولي على المدى الطويل.
الأهمية الاستراتيجية لخط الأنابيب
وعتبر هذا المشروع حيويًا للكونغو برازافيل، حيث سيعزز قدرتها على نقل النفط الخام بكفاءة وفعالية من مناطق الإنتاج إلى موانئ التصدير أو مصافي التكرير. كما سيُقلل من الاعتماد على وسائل النقل الأخرى، مما قد يخفض التكاليف ويزيد من مرونة العمليات النفطية.
ووفق المصدر، بالنسبة لروسيا، يأتي هذا الاتفاق في إطار سياستها الرامية إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي في إفريقيا. فمن خلال الاستثمار في قطاعات حيوية كالطاقة، تُعزز روسيا حضورها في القارة وتُفتح أسواقًا جديدة لشركاتها، مع بناء علاقات شراكة قائمة على المصالح المشتركة.
ويمثل خط أنابيب النفط هذا نموذجا على توجه الدول الإفريقية نحو تنويع شركائها الدوليين، والاستفادة من خبرات وقدرات دول مثل روسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والبنية التحتية الضرورية. إن هذه الشراكة بين موسكو وبرازافيل تُبشر بمستقبل من التعاون المثمر في قطاع الطاقة، والذي سيُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار في الكونغو والمنطقة.