24 ساعة – متابعة
تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة هيكلة القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، التي تأسست عام 2007 لتنسيق العمليات العسكرية الأمريكية في القارة الإفريقية، باستثناء مصر.
وأفادت وكالة رويترز أن الخطط المحتملة تشمل دمج “أفريكوم” مع القيادة الأوروبية (EUCOM) كجزء من جهود تقليص البيروقراطية وخفض النفقات العسكرية، وذلك في إطار رؤية إدارة ترامب لإعادة ترتيب الأولويات العسكرية الأمريكية.
وذكر المصدر ذاته، أن واشنطن دعت الحكومات الإفريقية إلى إبداء آرائها حول هذا المقترح، مما يثير تساؤلات حول تأثيرات هذا القرار على الأمن الإقليمي والعلاقات الأمريكية-الإفريقية.
دوافع إعادة الهيكلة
أوردت الوكالة، أن فكرة دمج “أفريكوم” مع القيادة الأوروبية، تأتي في سياق رغبة إدارة ترامب في تقليص النفقات العسكرية وإعادة توجيه الموارد نحو أولويات أخرى، مثل تعزيز الأمن على الحدود الأمريكية أو مواجهة النفوذ الصيني والروسي في مناطق أخرى، مثل المحيط الهادئ.
ومن المرتقب حسب نفس المصدر، أن يوفر هذا الدمج حوالي 270 مليون دولار في السنة الأولى، وهو رقم يمثل نسبة ضئيلة (0.03%) من ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية البالغة 850 مليار دولار، ويرى مؤيدو هذا الاقتراح أن الدمج سيبسط الهيكلية العسكرية ويقلل من التداخل البيروقراطي، خاصة أن “أفريكوم” و”EUCOM” يتشاركان بالفعل العديد من الموارد.
مخاوف وتحديات
يحذر معارضو الدمج من أن هذه الخطوة قد تقلل من نفوذ الولايات المتحدة في إفريقيا، مما يخلق فراغا قد تملؤه قوى أخرى مثل الصين وروسيا، اللتين توسعان نفوذهما العسكري والاقتصادي في القارة، فالصين، على سبيل المثال، تستثمر بكثافة في مشاريع البنية التحتية عبر مبادرة “الحزام والطريق”، بينما تسعى روسيا لتأمين موطئ قدم عسكري في مناطق مثل ليبيا. كما أن تقليص “أفريكوم” قد يؤثر على القدرة على مكافحة الجماعات المتطرفة، مثل الشباب، التي لا تزال تشكل تهديدا كبيرا في شرق إفريقيا.
وتمثل خطة دمج “أفريكوم” مع القيادة الأوروبية نقطة تحول محتملة في السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا، في حين تسعى إدارة ترامب إلى تقليص البيروقراطية وإعادة تخصيص الموارد، لأن هذا القرار قد يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التحديات الأمنية في إفريقيا، ويعزز نفوذ القوى المنافسة.