محمد الشمسي
وصف أحد الظرفاء حال المغرب مع عسكر الجزائر بِحال فلاح مع حماره الحرون وقال ضاحكا متهكما: ” هو جايب ليه علفة شعير ولحمار موجد ليه ركلة للعظم”، وفعلا أثبت التاريخ أن المغرب لم يبخل عن مد الجزائر بالعون والسند حتى في أحلك الأحوال، فذات التاريخ يروي أن القوى الإمبريالية في مستهل القرن العشرين أوقفت غزواتها في الجزائر وكانت تهاب المغرب الذي ذاع صيته بين الأمم بعد هزمه للجيش البرتغالي الجرار في معركة واد المخازن، حتى فر الأمير عبد القادر الجزائري من الجيش الفرنسي واحتمى بالمغرب، ورفض سلطان المغرب آنذاك تسليمه للفرنسيين في موقف بطولي وإنساني ينم عن فائض في الشهامة والأنفة، ودخل المغرب في حرب ضد فرنسا، كانت مقدمة لاحتلاله، وبقي المغرب شجرة وفية لآصرة القرابة والعشيرة يقدم للجزائريين الظل والثمار،
ويكفي الاستدلال أن جل القيادات الجزائرية إن لم تكن مغربية المولد فهي مغربية المنشأ والتكوين حتى حين اشتدت سواعدهم احتلوا جزء من أرضنا، وغرروا ببعض المراهقين من شبابنا، وأوهموهم ب”دولة السراب”، وكتبوا لهم قضية زائفة بمداد عقوق الوطن، وشحذوا السيوف لتقطيع أوصالنا، ولم يظهر فيهم للفضائل أثر.
لقد دقت ساعة الحسم فذلك الشرق لا تهب علينا منه سوى رياح مسمومة محملة بزوابع الجشع والحقد والكراهية يضعونها نياشين على أكتاف جنرالات البؤس، ونحن الذين نصفح ونسامح ونتغاضى نُمني النفس في “الطعام والجورة والدم “، فما الذي يمنعنا من أن نمزق الخريطة و نبني بيننا وبينهم جدارا سميكا عاليا عازلا ونكتب الجدار هو ما يحدنا شرقا؟، لماذا لا نمحو اسم دولة الجنرالات من المقررات الدراسية، ونعتبر نطق اسم دولتهم مبطلا للوضوء والصيام ومنقصة للوطنية؟، لماذا نتلكأ في قطع دابر هذه الرابطة البئيسة التي لم نجن منها غير الدسائس والغدر والخديعة؟، ألا يكفينا أنهم يتلهفون على بتر أعضاء من بدننا؟، وأنهم يتضورون جوعا و يدفعون ثروات أمتهم قرابين للوبيات والعصابات كي يمزقوا جسدنا ووحدة أراضينا، ويجعلون من عداوتنا صَلاةً يقيمها صغار ضباطهم في اليوم الواحد عشرات المرات يؤمهم فيها جنرالات بلغوا من الكبر عتيا حتى فقدوا السيطرة على بولهم ، فلا خير يرجى من نظامهم سواء في زمن “بوخروبة”أو في زمن” بوكروسة” أو في زمن “كبيرهم الحالي” اللي لا زين لا سمية”.
ماذا كسبنا من علاقتنا الملغومة مع جنرالات يفتون بأن تقسيم وطننا فرض وواجب يوصي به العقيد الكابورال؟، أفلا يعتبر القطع معهم واجبا وطنيا ودينيا؟…
لندعهم في ثكناتهم يعمهون كما يعمه نظام كوريا الشمالية المعزول، ولن نفتح معهم حرب الفيديوات المضادة، ولن نستخسر فيهم مداد بلاغات الاحتجاج، ونواصل طريقنا بثبات صوب التنمية والديمقراطية، فلا يضير الأسد طنين الذباب.