كوثر منار – الرباط
منذ بداية تفشي فيروس “كورونا” بالمغرب تظافرت عدة مؤسسات وإدارات مع واقع الأزمة الذي تطلب التضحية من أجل تجاوز هذه الجائحة، من المؤسسات الوطنية التي أبانت عن الكثير من الحكمة والتضحية نجد المديرية العامة للأمن الوطني، منذ أول يوم اتخاذ قرار إغلاق الحدود وتطبيق الطوارئ الصحية، كانت لها الريادة في عملها وفي التعامل مع انتشار فيروس كورونا بالكثير من التدخلات الايجابية وبسط المراقبة وتطبيق القانون وتقديم المساعدات للعديد من المواطنين.
ورغم خطورة أزمة “كورونا” المستجد ظلت العناصر الأمنية تقدم الصورة المهنية على دور الأمن في تتبيث الاستقرار وفي حفظ الأمن العام، حيث نجد العشرات من رجال ونساء الأمن الوطني مرابطين في حواجز قضائية على طول الشوارع والأزقة بين المدن المغربية، لتطبيق قانون الطوارئ الصحية، والتأكد من رخص التنقل.
وتحكمت الاجهزة الأمنية أيضا في تتبع كل الأحداث والإخبار الواردة عليها منها التصدي بكل حزم للأخبار الشائعة التي انتشرت بشكل كبير في زمن الجايحة، وهو ما جعل المديرية العامة للأمن الوطني، تتبع بكفاءة أطرها كل صغيرة وكبيرة، من الأخبار المتداولة الغير الصحيحة، وتم خلق خلية خاصة مركزية لمواجهة والتصدي لمروجي الأخبار والشائعات التي من الممكن ان تخلق البلبلة ونشر الفوضى بين المواطنين.
وقد أعلنت رئاسة النيابة العامة أنه في إطار تفعيل المقتضيات الزجرية التي جاء بها المرسوم بقانون رقم 2.20.292 المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات الإعلان عنها، حيث قامت محاكم المغرب منذ دخول المرسوم بقانون المذكور حيز التنفيذ بتحريك المتابعة القضائية في مواجهة ما مجموعه 91623 شخصا قاموا بخرق حالة الطوارئ الصحية إلى جانب ارتكابهم لجرائم أخرى، كما أن نسبة المعتقلين احتياطيا من بين الأشخاص المتابعين لم تتجاوز 4.76 %، أي ما مجوعه 4362 معتقلا، من بينهم 558 شخصا اعتقلوا لاتهامهم بخرق تدابير الحجر الصحي وحدها، وأما الباقون وعددهم 3804، فقد اقترن خرقهم لتدابير الحجر الصحي بارتكابهم أفعالا أخرى.
ومن اجل تخفيف العبئ على المغاربة المقيمين بالخارج من خلال توفيرهم على الوثائق الوطنية المتعلقة بالبطاقة التعريف الوطنية التي تسهل الحصول على جواز السفير البيومتري، شرعت أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني منذ يوم الاثنين في عملية استثنائية لإنجاز البطائق الوطنية للتعريف الإلكترونية لفائدة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الموجودين حاليا بالمغرب بسبب تطبيق إجراءات حالة الطوارئ الصحية، والمطالبين بتجديد جوازات سفرهم البيومترية ليتسنى لهم الالتحاق بدول الإقامة.
كما تفاعلت المديرية العامة للأمن الوطني مع الطوارئ الصحية وما فرضته من شروط خاصة بخصوص امتحانات الباكلوريا، ساعدت مديرية الحموشي في تقديم مساعدات مهمة بالنسبة لفائدة المترشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا، واكدت المديرية العامة للأمن الوطني أنها تعمل على توفير واحترام كافة الشروط الصحية وقواعد التباعد الاجتماعي الكفيلة بضمان الأمن الصحي للمرتفقين وموظفي الشرطة على حد سواء، تماشيا مع التزاماتها بشأن تطبيق حالة الطوارئ الصحية لمكافحة انتشار وباء كوفيد-19.