24ساعة-و م ع
انتهى شهر العسل المؤسساتي بين ريال مدريد وبرشلونة، وباتت العلاقات بينهما مقطوعة تقريبا. فبعد سنوات قليلة من الانسجام والمصالحة، نجح خلالها الفريقان الإسبانيان الكبيران في التخلص من الأحقاد، عاد الصراع من جديد بينهما على خلفية فضيحة تحكيمية تهز النادي الكتالوني.
منطلق هذا الصراع كان اتهام النيابة العامة فريق برشلونة بإبرام “اتفاق شفهي”، مقابل 7.3 مليون يورو بين عامي 2001 و2018، مع النائب السابق لرئيس اللجنة التقنية للحكام، إنريكي نيغريرا، على أساس أن يقوم هذا الأخير بأفعال تهدف إلى تفضيل “البلوغرانا” في اتخاذ قرارات الحكام خلال المباريات التي لعبها النادي في الدوري الإسباني.
لم يستسغ برشلونة إعلان ريال مدريد أنه ينتصب كطرف مدني في هذه القضية، فقرر خوض هجوم مضاد، متهما الفريق الملكي بالوقوف وراء “حملة التشهير” لتشويه سمعة النادي الكتالوني.
رفض رئيس نادي برشلونة لكرة القدم، خوان لابورتا، الإثنين الماضي، أي “محاولة للغش” من جانب الفريق الكتالوني، مستنكرا “حملة التشهير” التي تهدف إلى التشكيك في النجاحات الرياضية التي حققها النادي.
“هناك ناد رفع دعوى مدنية، هو ريال مدريد. إنه ناد تم تفضيله تاريخيا بقرارات التحكيم، وكان يعتبر فريق نظام الديكتاتور فرانكو”، يقول خوان لابورتا، خلال ندوة صحفية.
ولم يخرج رئيس الفريق الكتالوني، المتهم بمحاولة صرف الأنظار عن هذه القضية بدلا من إثبات براءة برشلونة، عن خط دفاعه: “يجب التذكير بأنه، لمدة سبعة عقود، معظم رؤساء اللجنة التقنية للتحكيم كانوا شركاء سابقين أو لاعبين سابقين أو مدربين سابقين لريال مدريد. لمدة 70 عاما، كان المسؤولون عن فرض العدالة على رقعة الملعب أشخاصا مرتبطين بريال مدريد. إن شعور هذا النادي بأنه مظلوم هو ممارسة سخرية غير مسبوقة. أنا على ثقة بأن العدالة ستسقط الأقنعة وتضعها في مكانها”، يقول خوان لابورتا.
بعد هذه الاتهامات “غير المسبوقة” في عالم كرة القدم الإسبانية، بحسب محللين رياضيين، لم يتأخر ريال مدريد طويلا عن الرد. فقد نشر النادي، الذي يرأسه فلورنتينو بيريز، غاضبا، مقطع فيديو مفاجئا سلط من خلاله الضوء على الروابط المفترضة بين فريق برشلونة ونظام فرانكو.
“لقد تم تدشين ملعب نادي برشلونة من قبل الوزير العام لفرانكو، خوسيه سوليس رويز”، يقول النادي الملكي. قبل أن يضيف، وهو يظهر صورا للاعبي فريق برشلونة وهم يقومون بالتحية الفاشية: “سلم برشلونة شارته إلى فرانكو، وجعل منه عضوا فخريا سنة 1965، ووشحه ثلاث مرات، كما أنقذه بقراراته من الإفلاس ثلاث مرات”.
من خلال هذا الفيديو، سعى ريال مدريد أيضا إلى إثبات أن أول 15 عاما من عهد فرانكو استفاد منها برشلونة، حيث فاز بخمس بطولات مقابل صفر تتويج بالنسبة للأبيض الملكي.
اتخذ هذا الفيديو أبعادا إعلامية كبيرة، إلى الحد الذي دفع الحكومة الإقليمية الكتالونية إلى الرد، حيث طلبت الناطقة باسمها، باتريسيا بلايا، من ريال مدريد حذف شريط الفيديو.
“إنه تلاعب كبير بالتاريخ (…) إنها أخبار كاذبة غير لائقة”، إنها إهانة لآلاف الأشخاص الذين عانوا في ظل نظام فرانكو”، تقول المتحدثة.
بينما لكل يوم نصيبه من ردود الفعل والتصريحات والتعليقات القاتلة، يبدو أن المعركة قد بدأت للتو بين عملاقي كرة القدم الإسبانية. فقد كانا من قبل “أعداء” في رقعة الملعب، لكنهما سيصبحان الآن، أيضا، “أعداء” في المحكمة.