24 ساعة-وكالات
ألقت السلطات المغربية القبض على زعيم يُشتبه بأنه يدير واحدة من أكبر عصابات تهريب المخدرات في مرسيليا، وذلك في مارس 2024، وهو الآن قيد إجراءات الترحيل إلى فرنسا.
وفي هذا السياق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن تهريب المخدرات تسبّب في مقتل 24 شخصًا في منطقة مرسيليا خلال عام 2024، ما يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنة بـ49 ضحية في العام السابق. ورغم ذلك، حذرت السلطات من استمرار “التهديد الكبير” الذي يشكله ما وصفته بـ”إرهاب المخدرات”.
و تزامنًا مع مناقشة مقترح قانون جديد بشأن تهريب المخدرات، قدّم محافظ شرطة بوش دو رون والمدعي العام لمرسيليا تقييمًا لجهود مكافحة هذا الخطر. وقد شهد العام الماضي انخفاضًا في أعمال العنف المرتبطة بالعصابات، والتي أودت بحياة 24 شخصًا، من بينهم سائق سيارة أجرة قُتل على يد مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا.
ويعود هذا التراجع جزئيًا إلى “انتصار عصابة دي زد مافيا على عشيرة يودا”، مع الإشارة إلى أن النزاعات بين العصابات لا تزال مستمرة، مما يستدعي المزيد من العمل الأمني والتعاون بين الأجهزة المختلفة.
و من جهة أخرى، أكد المدعي العام نيكولا بيسون أن زعيم عشيرة يودا المشتبه به، فيليكس بينغوي، يخضع حاليًا لإجراءات الترحيل من المغرب. وأضاف أن التراجع في أعمال العنف يُعزى أيضًا إلى “التعبئة التاريخية” للأجهزة الأمنية والقضائية، حيث وُجهت اتهامات لأكثر من 2000 شخص في مرسيليا خلال عام 2024، وجرى وضع 833 منهم قيد الحبس الاحتياطي، إلى جانب اعتراض عدد من المجموعات المسلحة قبل تنفيذ هجماتها. هذا يشير إلى استمرار الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات لوقف العنف وحماية المجتمع.
وفي سياق متصل، أظهرت البيانات أن أكثر من 2250 شخصًا، بينهم عدد متزايد من القاصرين، تورطوا في أنشطة تهريب المخدرات. كما سجلت السلطات تورط حوالي 480 مراهقًا خلال العام الماضي، ما يشكل “أكثر من نصف الجرائم التي يرتكبها القاصرون” في المدينة. وهذا يوضح أن المشكلة ليست فقط مرتبطة بالعصابات، بل أيضًا بتورط فئات الشباب في الأنشطة الإجرامية، ما يتطلب تدابير وقائية فعّالة.
و على الرغم من إغلاق 29 نقطة لبيع المخدرات في مرسيليا، ليصل العدد الإجمالي إلى 84 نقطة مقارنة بالعام السابق، شدد محافظ الشرطة على أن القضاء على هذه النقاط لا يعني اختفاء المخدرات، مؤكدًا أهمية مواصلة العمليات الأمنية واستعادة جودة الحياة في الأحياء المتضررة.
كما دعا إلى تكثيف الجهود الوقائية وتعزيز الأمن، في إطار الاستراتيجية التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس 2024. وفي هذا السياق، شهد العام الماضي تطورات خطيرة، منها محاولات ابتزاز للتجار وحتى مغنيي الراب، بالإضافة إلى تهديدات بالقتل طالت مسؤولين قضائيين. كما تم تسجيل محاولات فساد استهدفت بعض الموظفين.
ورغم هذه الجهود، اعترف المدعي العام بوجود تحديات كبيرة في مواجهة هذا الخطر، مشددًا على الحاجة إلى موارد إضافية وإصلاحات تشريعية لمواجهة التهديد المتزايد.
و من جانبه، عبر وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان عن شكره للسلطات المغربية على مساعدتها في إلقاء القبض على أحد أكبر تجار المخدرات في فرنسا، فيليكس بينغوي، المعروف بلقب “القط”، والذي اعتُقل في مدينة الدار البيضاء في مارس الماضي. وأكد دارمانان، عبر حسابه على منصة “إكس”، أنه بصفته وزيرًا للداخلية سابقًا، شهد عملية اعتقال بينغوي وتابع تفاعل المغرب مع مسطرة تسليمه. وأضاف: “أود أن أشكر السلطات المغربية على استجابتها السريعة وتنفيذها لعملية تسليم ’القط‘، ما سيسمح للعدالة الفرنسية بمحاكمته”.
وتجدر الإشارة أن السلطات المغربية والفرنسية تواصلان تكثيف التعاون لمكافحة شبكات تهريب المخدرات. وعلى الرغم من التقدم المحرز، إلا أن التحديات تظل كبيرة في هذا الملف، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الاستثمارات في التدابير الأمنية، وتحديث التشريعات لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم الجريمة المنظمة.