الدار البيضاء – سكينة المهتدي
تحتفظ الأزمات والكوارث بالقدرة على إظهار أفضل وأسوأ الجوانب في البشر. وفي حادث زلزال الحوز الأخير، شهدنا استجابة متباينة من قبل ما بات يطلق عليهم ب”المؤثرين” على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن هل كانت جهودهم موجهة حقًا نحو تقديم المساعدة الإنسانية أم كانت استفادة شخصية تحت ستار العون؟
سؤال طرحه بعض من رواد مواقع التواصل الإجتماعي الحديثة عبر مختلف المنصات؛ إذ يتصاعد الجدل حول دور “المؤثرين” ومدى جدوى جهودهم في تقديم المساعدة ونشر الوعي حول الكارثة، بينما يتسائل البعض الآخر عن مدى قدرة هؤلاء على التفريق بين العمل الإنساني وتحقيق الأرباح الذاتية.
وأبدى كثيرون استياءهم من تصرفات بعض المؤثرين، المدون نجيب الأضادي، ألصق تدوينة على حائطه الفايسبوكي، وقال: “من أغرب ما سمعته اليوم أن بعض “المؤثرين” قاموا بشراء مواد غذائية ب 20000درهم وضعوها في شاحنة، وقاموا بتصوير كل مراحل إيصال هذه المساعدات إلى مناطق الزلزال، واختلاق أقاويل وأحاديث وسيناريوهات، من أجل رفع نسب المشاهدة وجلب جمهور أكثر بواسطة إعادة البث وترويج المحتوى على نطاق واسع”.
وأضاف: “الحصيلة أن هؤلاء اكتسبوا ما بين 80000 الف درهم و 100000درهم كمدخول مدهم بها الأدسنس، هؤلاء يحترفون جيدا هذه الأمور ولهم قدرة على جلب الجمهور واختيار الصور والفديوهات والعناوين، والأشخاص والحالات المؤثرة”.
تعاليق مماثلة وغيرها، جرت الكثير من الانتقادات والتساؤلات حول أخلاقيات استغلال الكوارث لأغراض الشهرة والربح الفردي، بحيث دعت مجموعة من الجمعيات إلى ضرورة تعزيز الوعي حول الظاهرة، واصفين مستغلي وضع منكوبي الزلزال ب”تجار المآسي”.
بل الأهم من ذلك، حسب مدونين، أن يظل التركيز على تقديم الدعم الحقيقي للضحايا وتوفير المساعدة الضرورية في مثل هذه الأزمات.