24 ساعة-العيون
تعكس الزيارة التي يجريها رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة إلى الهند. زيارة تعكس توجهاً واضحاً للجزائر نحو تنويع شراكاتها الدفاعية. والابتعاد تدريجياً عن الاعتماد التقليدي على روسيا في مجال التسليح والتدريب العسكري .
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أن “قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة التقى مع نظيره الهندي أنيل شوهان، لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين”.
وترصد الجزائر في السنوات الأخيرة موازنات ضخمة لوزارة الدفاع بغرض تجديد وتطوير مجال الدفاع والتسليح، ويؤشر الاتفاقان المبرمان مع الهند والولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة على نية القيادة العسكرية في الذهاب إلى تنويع وتوسيع تعاونها العسكري بشكل يتيح لها كسر التبعية التاريخية للسوق الروسية،
خاصة وأن موسكو تكبدت خسائر ضخمة في حربها على أوكرانيا، مما جعلها غير قادرة على الوفاء بعقودها التسليحية مع شركائها، فضلا عن بروز نقاط ضعف ميداني على منظومتها العسكرية.
ويرى متابعون للشأن الجزائري أن “التعاون العسكري المفتوح بين الجزائر والهند، ينم عن نافذة جديدة يريد البلدان فتحها، فالأولى تتجه إلى تبني شراكات عسكرية متنوعة للخروج من وطأة التبعية للروس، ومواكبة بعض الأسلحة والتكنولوجيات الحديثة، كالأسلحة الحربية والمسيرات، أما الثانية فتبحث عن تحقيق انفتاح على القارة السمراء يبدأ من البوابة الجزائرية.”
ويلفت هؤلاء إلى أن تجربة الشراكة التقليدية والحصرية للجزائر مع الروس، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، فضلا عن بعض التجاذبات الجيوسياسية في منطقة الساحل، أين تؤدي موسكو دورا مقلقا للجزائر، دفعت الأخيرة إلى التوجه نحو كسر التبعية الموروثة، وإقامة شراكات عسكرية واسعة ومتنوعة بين مختلف المدارس الرائدة، على غرار الهند والولايات المتحدة.
وكان البلدان قد وقّعا مطلع شهر نوفمبر الماضي في العاصمة الجزائرية على محضر اتفاق تعاون عسكري. وقّعه عن الجانب الجزائري قائد أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة، ونظيره الهندي أنيل شوهان، وهو ما شكل حينها فاتحة عهد جديد في التعاون العسكري بين البلدين.