24 ساعة – عبد الرحيم زياد
في سياق دبلوماسي يعكس الزخم المتواصل لتعزيز العلاقات المغربية الإفريقية، قام وزير الشؤون الخارجية الغاني، صمويل أوكودزيتو أبلاكوا، بزيارة رسمية إلى المغرب، تُعد الأولى له منذ تعيينه في منصبه.
وقد جرت هذه الزيارة يوم الخميس 5 يونيو 2025 بالرباط، في إطار دينامية دولية قوية يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لدعم مخطط الحكم الذاتي كحل واقعي ودائم لقضية الصحراء المغربية.
وشكلت المناسبة فرصة لتجديد موقف غانا الثابت في دعم السيادة المغربية على الصحراء، ولتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
خطوة جديدة في مسار الدعم الإفريقي
تأتي زيارة أبلاكوا بعد قرار غانا، الصادر في 7 يناير 2025، بتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الوهمي المسمى جبهة البوليساريو، وهو القرار الذي اتخذه سلفه في منصب وزير الخارجية.
وعزز هذا القرار مكانة غانا كداعم قوي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تُعتبر الحل الواقعي والمستدام الوحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء، كما جاء في البيان المشترك الموقع بين وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الغاني.
وأشار البيان المشترك إلى أن غانا ترحب بالجهود التي تقودها الأمم المتحدة كالإطار الحصري للتوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم لهذا النزاع، مؤكدة التزامها بدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي.
ويعكس هذا الموقف ثبات غانا في دعمها للمغرب، وهو جزء من دينامية دولية أوسع أطلقها الملك محمد السادس، حيث قطعت 46 دولة، من بينها 13 دولة إفريقية، علاقاتها مع الجبهة الانفصالية منذ عام 2000.
أهمية الدعم الغاني: تأثير إقليمي ودولي
تتمتع غانا، بصفتها ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (CEDEAO)، بنفوذ كبير على الساحة الإفريقية. ويحمل قرارها دعم مخطط الحكم الذاتي أهمية استراتيجية، خاصة وأن 11 من أصل 12 دولة عضو في CEDEAO لا تعترف بـ”الرسد”، وتسع منها أقامت قنصليات عامة في الأقاليم الجنوبية للمغرب.
ويعزز هذا الدعم الزخم الإيجابي لتأييد المبادرة المغربية داخل التجمعات الإقليمية الإفريقية، مما يعكس التأثير المتزايد للدبلوماسية المغربية.
كما تنضم غانا، بصفتها عضوًا في الكومنولث منذ 6 مارس 1957، إلى دول إفريقية أخرى أعضاء في الكومنولث، مثل كينيا، التي أعربت مؤخرًا عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي خلال زيارة رئيس وزرائها ووزير خارجيتها، موسى ليا مودافادي، إلى الرباط قبل عشرة أيام من زيارة أبلاكوا.
ويبرز هذا التسلسل الدعم المتزايد للسيادة المغربية على الصحراء بين الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية وأعضاء الكومنولث.
تعزيز التعاون الثنائي بين غانا والمغرب
لم تقتصر الزيارة على مناقشة قضية الصحراء المغربية، بل شكلت فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وغانا. كما وقع الوزيران مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الزراعة، والطاقة الخضراء، والبنية التحتية، والتعليم، والتكوين المهني.
وتم الاتفاق أيضا على إنشاء لجنة متابعة لتفعيل الاتفاقيات الثنائية واستكشاف فرص جديدة، مع التركيز على الأمن الغذائي وصناعة الأسمدة. وتعكس هذه الخطوات رؤية مشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا.