24 ساعة – متابعة
شهدت المملكة المغربية خلال الفترة الأخيرة تساقطات مطرية هامة أعادت الأمل للفلاحين وساهمت في إنعاش الأراضي الزراعية بعد فترة من الجفاف، ومع هذه التساقطات، تزايدت التساؤلات حول مدى تأثيرها على أسعار زيت الزيتون، التي شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الموسم الماضي.
وفي هذا السياق، أوضح عبد العالي زاز، العضو بمكتب الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، أن الزيت المتوفرة حاليا في الأسواق هي من إنتاج الموسم الماضي، إلى جانب كميات من الزيت المستوردة.
وأكد زاز في تصريحه لـ”24 ساعة” أن أسعار زيت الزيتون المغربي لهذه السنة ستظل على حالها، نظرا لكون المخزون الحالي يتبع إنتاج الموسم الفارط، والذي تأثر بدوره بضعف المحاصيل بسبب الجفاف.
وأشار المهني إلى أن التأثير الفعلي للأمطار الأخيرة لن يظهر على الأسعار إلا بعد جني المحصول الجديد، أي خلال الموسم المقبل، حيث يمكن أن تسهم التساقطات في تحسن الإنتاجية، مما قد ينعكس إيجابيا على الأسعار، ومع ذلك، شدد على أن أي انخفاض محتمل في الأسعار قد يقتصر على الزيوت المستوردة أو المخلوطة بالزيوت المغربية، بينما سيظل سعر الزيت المحلي مرتفعا إلى حين توفر إنتاج جديد بكميات أكبر.
ويجد الذكر أن أثمنة زيت الزيتون ظلت مرتفعة لتصل إلى مستويات قياسية لم يشهدها المواطن المغربي من قبل، حيث وصل سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون في بعض المناطق إلى 120 درهما.
ويعود هذا الارتفاع بالأساس إلى تراجع الإنتاج بنسبة تتراوح بين 40% و45%، نتيجة موجة الجفاف التي أثرت على المحاصيل الزراعية وأدت إلى انخفاض مردودية أشجار الزيتون.
وهذا التراجع الكبير في الإنتاج انعكس بشكل مباشر على الأسعار، حيث زادت تكاليف الإنتاج، خاصة مع ندرة المياه وارتفاع تكاليف السقي، مما ساهم في تعزيز الزيادة المسجلة في أثمنة الزيت المتوفرة في الأسواق.