24 ساعة-متابعة
أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، اليوم الأربعاء 25 يونيو الجاري بلواندا، أن المملكة المغربية على استعداد تام لتعزيز شراكة ثلاثية تجمع بين المغرب والولايات المتحدة وإفريقيا، تقوم على أزيد من 50 اتفاقية استثمار ثنائية، وعلى اتفاق التبادل الحر مع واشنطن، والموقع الجيو-استراتيجي للمغرب.
وأوضح زيدان، خلال الجلسة الختامية للدورة الـ17 لقمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الأنغولية، أن المغرب، الوفي لتوجهه الإفريقي وفقا للرؤية الملكية المتبصرة، يؤكد، مجددا، التزامه بمواكبة بروز شراكة إفريقية-أمريكية تستجيب لرهانات القرن الحادي والعشرين.
وسجل أن المملكة، بفضل بنياتها التحتية المتطورة، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط، كأكبر ميناء في إفريقيا، وأول قطار فائق السرعة بالقارة، والميثاق الجديد للاستثمار، واستراتيجيتها المنفتحة على سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية، ترسخ مكانتها كمنصة هيكلية لتحفيز هذه الشراكة.
وأشار إلى أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يؤمن بإفريقيا قوية، تمتلك مصيرها، وقادرة على جعل التحديات محركات للاندماج والاستقرار والنمو المشترك.
وأضاف أن هذه الرؤية الملكية ، المتسمة بالاتساق والاستمرارية، تتجسد من خلال مبادرات كبرى، لاسيما “مبادرة إفريقيا الأطلسية”، التي تهدف إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط، وجعل الواجهة الأطلسية للقارة فضاء استراتيجيا للازدهار الجماعي والتنمية المشتركة.
كما أبرز زيدان أهمية مشروع أنبوب الغاز إفريقيا-الأطلسي، الذي يتجاوز طوله 5600 كيلومتر ويعبر 13 بلدا إفريقيا، والذي سيعود بالنفع على أكثر من 400 مليون نسمة، باعتباره بنية تحتية قارية تسهم في تعزيز السيادة الطاقية والربط الإقليمي.
واعتبر قرار المملكة بإعفاء المنتجات القادمة من البلدان الإفريقية الأقل نموا من الرسوم الجمركية تجسيدا لالتزام تضامني ملموس لصالح التنمية المشتركة، إلى جانب الحضور المتنامي للمؤسسات المغربية، العمومية والخاصة، بأزيد من 40 بلدا إفريقيا، في قطاعات استراتيجية، من قبيل القطاع المالي، والاتصالات، والبنيات التحتية، والفلاحة، والطاقات المتجددة.
ونوه زيدان، من جهة أخرى، بالالتزام المتواصل للولايات المتحدة الأمريكية من أجل ترسيخ حوار اقتصادي مهيكل مع القارة الإفريقية، مؤكدا على ضرورة بلورة ميثاق جديد للنمو بين الطرفين، في ظل التحولات التي يعرفها العالم، بما يستجيب لتطلعات الشعوب.
وأوضح الوزير أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة يمثلان مجالات واعدة للتقاطع الاستراتيجي، مبرزا أن القارة الإفريقية، التي يشكل فيها الشباب دون الثلاثين عاما نسبة 70 بالمائة، وتحتضن أكثر من خمسة آلاف شركة ناشئة في المجال التكنولوجي، بإمكانها أن تصبح قوة عالمية في مجال الابتكار الشامل.
وفي هذا الإطار، شدد على ضرورة توفر ثلاثة شروط أساسية لتحقيق هذا التحول، تتمثل في تكوين أزيد من 230 مليون شاب إفريقي في المهارات الرقمية في أفق 2030، وتقليص الفجوة الرقمية التي ما تزال تحرم حوالي 600 مليون إفريقي من الولوج إلى الإنترنت، وإرساء حكامة رقمية ذات سيادة، منسجمة مع خصوصيات القارة وقيمها.
وأكد أن إفريقيا والولايات المتحدة مدعوتان إلى بناء تحالف للتحول، قائم على الثقة والاحترام المتبادل والطموح لمستقبل مشترك يصاغ بإرادة جماعية وغير مفروض، مضيفا أن المغرب، الوفي لتوجهه الإفريقي بقيادة الملك محمد السادس، يظل على استعداد تام، وعزم راسخ، وانخراط دائم لإنجاح هذه الدينامية.