24ساعة-عبد الرحيم زياد
كشف مجلس الأمن الدولي عن برنامج عمله خلال شهر أكتوبر الجاري، بعد أن حصل على موافقة أعضاء المجلس في جلسة عقدها يوم الثلاثاء، تحت رئاسة سويسرا التي تولت الرئاسة الدورية.
ويظهر البرنامج أن مجلس الأمن الدولي الذي تسلم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول الوضع المتعلق بالنزاع حول الصحراء، قد خصص ثلاث جلسات لبحث مستجدات هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
في ذات السياق، يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان في تصريحات خص بها جريدة “24 ساعة” أنه من المرتقب أن تتعزز المقاربة الأممية التي بات ينتهجها مجلس الأمن الدولي في السنوات الأخيرة، والمتسمة بالواقعية والعقلانية والتي تكرست أساسا منذ 2007 منذ تقديم المملكة لمبادرة الحكم الذاتي، كما تكرست بشكل جلي منذ 2018 بحيث باتت تتعاطى بشكل جاد مع واقع السيادة المغربية كما تشيد بمبادرة الحكم الذاتي وتصفها بالجدية والمصداقية الاساس الجيد للمفاوضات:
وأضاف المتحدث أن هذه المقاربة الأممية تؤكد وتتبنى آلية الطاولات المستديرة كآلية ناجعة لإطلاق العملية السياسية، بمشاركة أطرافها الأربع بما في ذلك الجزائر باعتبارها طرف رئيسي معني بهذا النزاع المفتعل، بحيث تذكر الجزائر بنفس عدد مرات ذكر المغرب وتوجه اليه الدعوة اليها بشكل صريح للانخراط الجدي والفعال في آلية الطاولات المستديرة . الى جانب الإشادة بالخطاب العقلاني والرزين للمملكة سيما الإحالة الى خطابات عاهل البلاد التي تصر على اليد الممدودة لخصوم المملكة كما يبدي مجلس الأمن قلقه على إزاء التصعيد السياسي العبثي الذي يؤكد عليه خصوم المغرب والعراقيل التي يعكفون عليها ضد البعثة الاممية.
وبخصوص التحركات والمشاورات التي أجراها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء ستافان دي ميستور،. مع مختلف ممثلي الأطراف المعنية في النزاع المفتعل ، يعتبر محمد سالم عبد الفتاح، هذه اللقاءات فرصة للوقوف على المواقف التي يعبر عنها الأطراف بحيث كان لقاء دي ميستورا مع وزير الخارجية المغربي بوريطة فرصة لإستجلاء الموقف المغربي القائم على الثوابت الأربعة المتمثلة في دعم المملكة لجهود المساعي التي يقوم بها المبعوث الأممي، الى جانب تمسك بمرجعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الأساس الوحيد والأوحد للمفاوضات ، وباعتبارها المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة ، الى جانب التمسك بآلية الطاولات المستديرة بصيغتها التي تم إقرارها منذ سنة 2018 بأطرافها الأربع بما في ذلك الطرف الى جانب تمسك المغرب بضرورة التزام الأطراف جميعها باتفاق وقف النار بحيث من غير الممكن إنجاح أي عملية سياسية في ظل الخروقات الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار يعكف عليها خصوم المملكة وهي الخروقات التي لطالما أبرزها الأمين العام في تقاريره بحيث يشير الى خرق ممنهج لاتفاق وقف اطلاق النار من طرف خصوم المغرب.
وأردف عبد الفتاح أن دي ميستورا يصل الى مخيمات تندوف مبديا قلقه بالوضع الانساني المتضرر الذي أشارت اليه قرارات مجلس الأمن خاصة في ما يتعلق بتوصيات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بضرورة إحصاء قاطني مخيمات تندوف ، إضافة إلى القلق إزاء النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية وعدم وصولها الى مستحقيها من قاطني المخيمات، بحيث طالما دعا مجلس الأمن الدولي في أكثر من مناسبة الى ضمان وصول هذه المساعدات الى مستحقيها، فضلا عن الاهتمام والقلق التي طالما أبداها الأمين العام في تقاريره بخصوص النزاع حول الوضع الأمني المتدهور في مناطق جنوب غرب الجزائر في مخيمات تندوف وارتباطها ببؤر التوتر في بلدان الساحل وظواهر الإرهاب والجريمة المنظمة ، بحيث طالما أشار الأمين العام الأممي الى تصاعد المخاطر الأمنية في مناطق تواجد البوليساريو.