24 ساعة _ متابعة
بدأت تظهر إرهاصات مساعي الجارة الشمالية نحو التهدئة مع الجانب المغربي حيال الأزمة السياسية المترتبة عن استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” بالأراضي الإسبانية، ذلك أن ردود الفعل الصادرة عن “الحكومة الاشتراكية” باتت مهادنة إلى حد كبير، بخلاف التصعيد الدبلوماسي السابق الذي قادته وزاراتها “الاستراتيجية”، لا سيما وزارة الخارجية ووزارة الدفاع.
ويترجم ذلك تفادي بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، الرد على مجموعة من الأسئلة طرحها البرلمانيون عند حلوله بمجلس النواب أمس الاثنين، خاصة الرامية منها إلى تأجيج نار الخلافات في العلاقات بين مدريد والرباط، الصادرة أساسا من الأحزاب اليمينية المتشددة التي تحاول استغلال الأزمة لرفع رصيدها الانتخابي.
ليس هذا فقط فلم يجب المسؤول الإسباني كذلك على الأسئلة المطروحة من لدن الأحزاب المعارضة في ما يتعلق باستضافة إبراهيم غالي بجواز سفر مزور، مكتفيا بالإشارة إلى أن الحكومة سبق أن أدلت بمختلف تفاصيل الواقعة لوسائل الإعلام الدولية.
في المقابل، أكد سانشيز أن الاتصالات الدبلوماسية قائمة بين البلدين المتجاورين بشأن الأزمة، بينما لم يتطرق إلى طبيعة الإجراءات المتخذة لتجاوزها.
وفضل رئيس الحكومة الإسبانية عدم الحديث عن بقية التفاصيل المتعلقة باستقبال إبراهيم غالي، منذ حلوله بالقاعدة الجوية لسرقسطة إلى علاجه بأحد المستشفيات الوطنية انتهاء بتسهيل عودته إلى الجزائر.
وبشأن تأثيرات “الجفاء الدبلوماسي” على واقع الهجرة غير النظامية بين البلدين، قال سانشيز: “المغرب مدعو لأن يكون طرفا أساسيا في الميثاق الأوروبي للهجرة”، مضيفا أن “إسبانيا تقترح جعل استخدام الأموال المخصصة للتعاون في المجال وسيلة ثنائية من أجل تطوير المشاريع ذات الاهتمام المشترك”.
هذا وقد رحبت الحكومة المركزية، الأسبوع الماضي، بمقترحات الرباط بخصوص الصحراء المغربية، وذلك على لسان آرانتشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي، التي قالت إن “إسبانيا مستعدة للنظر في أي حل يطرحه المغرب على طاولة المفاوضات”.
وتابعت المشرفة على الجهاز الدبلوماسي، ضمن تصريح إعلامي، قائلة: “كنا دائما حذرين للغاية بخصوص الوضع في الصحراء (…) نفهم تماما أن المغرب لديه حساسية كبيرة بشأن هذه القضية. ويتضمن هذا الموقف المحترم عدم الرغبة في التأثير على الموقف الذي قد تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية”.