سناء الجدني – الدار البيضاء
في شهر دجنبر 2021، أودعت شركة COMPAGNIE GERVAIS DANONE لدى الھيئة المغربية لسوق الرساميل، مشروع عرض عمومي للسحب يستھدف أسھم شركة CENTRALE DANONE.
وأوضحت الھيئة المغربية لسوق الرساميل، أنه “وفق المادة 28 من القانون رقم 26-03 المتعلق بالعروض العمومية في سوق البورصة، كما تم تعديله وتتميمه، تحيط الھيئة المغربية لسوق الرساميل علم الجمھور أن شركة COMPAGNIE GERVAIS DANONE قامت بإيداع، لدى الھيئة، مشروع عرض عمومي للسحب يستھدف أسھم شركة CENTRALE DANONE”، مبرزة أنه نتيجة للإيداع السالف الذكر، طلبت الھيئة المغربية لسوق الرساميل من بورصة الدار البيضاء إيقاف تداولات أسھم CENTRALE DANONE.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن مشروع العرض العمومي للسحب يخص أسھم شركة CENTRALE DANONE غير المملوكة من طرف COMPAGNIE GERVAIS DANONE، مسجلا أنه عقب هذا العرض، تنوي CENTRALE DANONE طلب تشطيبھا من بورصة الدار البيضاء.
هذا القرار لم يأت من فراغ، بل نزل بعدما فقدت هذه الشركة قوتها المالية والاقتصادية داخل السوق، بعد دخول منافسين جدد لديهم من الجودة وحسن العلاقات مع المستهلكين ما يكفي لإسقاط وإبعاد منتجات “سانطرال دانون” عن موائد المغاربة.
لقد كانت تجربة المقاطعة حاسمة في انهيار هذه الشركة، رغم كل مساحيق التجميل التي تم وضعها، وإنفاق ميزانية ضخمة على الجانب التواصلي والتسويقي من أجل استعادة ثقة المغاربة، لكن الواضح هو أن تسونامي المقاطعة كان أقوى من قدرة سانطرال على المقاومة.
لقد عرفت المجموعة منذ عدة سنوات وضعًا ماليا معقدا، إذ أنها لم توزع أرباحًا على مساهميها منذ عام 2016. وخلال العام الماضي من التوزيع ، وصلت الأرباح أدنى مستوياتها، مدار الخمسة عشر عامًا الماضية.
تقول مصادر اقتصادية إن سهم هذه الشركة لم يعد جذابا من الناحية المالية والاقتصادية، ما يجعل المستثمرين لا يقبلون عليه في غياب أي أرباح أو مردودية، وهو الأمر الذي استفحل مع حملة المقاطعة.
لقد كبدت حملة المقاطعة الشركة الفرنسية خسائر كبيرة، انخفض رقم معاملاتها خلال سنة المقاطعة بنسبة 27٪ إلى 4.74 مليار درهم وخسارة صافية قدرها 538 مليون درهم.
لكن الأرقام التي تم تسجيلها سنة 2021 أظهرت أن قيمة التداول عرفت انخفاضاً بنسبة 4٪ في نهاية شهر شتنبر. وعموما، اتسمت معاملات الشركة خلال السنة الماضية بتطور سلبي في الفئات الرئيسية التي تعمل فيها، وذلك كنتجية مباشرة لتداعيات المقاطعة وجائحة فيروس “كورونا”.
وتظهر مختلف المعطيات أعلاه بأن هذه الشركة الفرنسية قد دخلت مرحلة تراجع كبير، في وقت يحرز مجموعة من الفاعلين في هذا القطاع تطورا ملموسا، سواء على مستوى رقم المعاملات الاقتصادية، أو من حيث سمعتهم لدى المستهلكين.