24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
أعلنت شركة “ستيدرايت كريتيكال مينيرالز“ الكندية عن توقيع اتفاقية مع المساهمين في شركة “NSM كابيتال” المغربية لتطوير مشروع استخراج ثنائي أكسيد التيتانيوم (TiO₂) في منطقة طرفاية، جنوب المغرب.
“تيتان بيتش تيتانيوم”: دفعة قوية للاقتصاد المحلي
يُعد هذا الاتفاق علامة فارقة في تطوير الأقاليم الجنوبية للمغرب كمركز استراتيجي للاستثمار في المعادن الحيوية. يمتد المشروع، الذي أُطلق عليه اسم “تيتان بيتش تيتانيوم”، على مساحة 160 كيلومترًا مربعًا على ساحل المحيط الأطلسي.
ويأتي هذا الاستثمار في وقت حاسم، حيث ارتفعت قيمة ثنائي أكسيد التيتانيوم، وهو معدن أساسي لصناعات مثل الطيران، الدفاع، والتكنولوجيا الطبية، بشكل ملحوظ، ليصل إلى 1500 دولار للطن للنوعية التي تفوق نقاوتها 95%. وقد تضاعف هذا السعر أكثر من مرتين خلال السنوات الثماني الماضية بسبب تزايد الطلب العالمي واضطرابات سلاسل الإمداد.
نتائج واعدة وثقة دولية متزايدة
تكشف التحليلات الجيولوجية التي أُجريت عام 2023 عن محتوى واعد من التيتانيوم بنسبة 4.7% والحديد بنسبة 42% في العينات المجمعة، مما يشير إلى الجدوى الاقتصادية للمشروع. ومن المتوقع تحويل تراخيص الاستكشاف إلى تراخيص استغلال بمجرد تأكيد وفرة الموارد من خلال دراسات إضافية.
تكتسب هذه الاستثمارات أهمية خاصة في ظل القيود المفروضة على التصدير وارتفاع الأسعار من قبل المنتجين الرئيسيين لثنائي أكسيد التيتانيوم، لا سيما الصين، مما دفع للبحث عن مصادر بديلة. وفي هذا السياق، يبرز المغرب، بفضل غناه بالموارد الطبيعية، واستقراره السياسي، وتوجهه نحو التنمية المستدامة، كبديل جذاب للاستثمار الأجنبي.
يؤكد اختيار طرفاية للقيام بهذا المشروع على الثقة المتزايدة للمستثمرين الدوليين في الإمكانات الجيولوجية والبنى التحتية المتوفرة في الصحراء المغربية.
ولا يقتصر هذا المشروع على تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية فحسب، بل يضع المنطقة كمركز تعديني استراتيجي على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وتمثل الشراكة بين “ستيدرايت” و”NSM كابيتال” خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانة المغرب كفاعل رئيسي في سوق المعادن الحيوية.