24 ساعة-متابعة
في حادثة أثارت صدمة واسعة بين العلماء والمهتمين بالتراث الجيولوجي، تعرضت صخرة مسطحة تحمل آثارًا أحفورية نادرة لكائنات ما قبل التاريخ، مثل البتيروزورات (الزواحف الطائرة)، الديناصورات، السلاحف. وأنواع أخرى منقرضة، للسرقة من موقع ميبلادن الأثري الغني بالأحافير. الواقع على مشارف مدينة ميدلت بالمغرب.
هذا الموقع، الذي يُعد واحدًا من أندر المواقع الأحفورية على المستويين الوطني والدولي. يحمل أهمية علمية استثنائية بسبب غناه بآثار أقدام البتيروزورات التي يعود تاريخها إلى حوالي 110 إلى 115 مليون سنة. وفقًا للخبراء.
كشف السرقة وتداعياتها
كان الأستاذ موسى مصرور، الأستاذ المتقاعد في الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة ابن زهر. والمشرف الحالي على متحف الجيولوجيا والتاريخ في أنزا بأكادير، أول من كشف عن هذه السرقة المؤلمة.الذي أكد أن الصخرة التي تحمل الآثار الأحفورية الحيوية قد قُطعت بالكامل وسرقت.
ويشتبه مصرور في أن الجناة هم تجار أحافير أو مهربون متخصصون في الآثار الباليونتولوجية. يعملون في السوق السوداء.
وأشار مصرور إلى أن فريقه البحثي كان قد أجرى قياسات دقيقة للآثار الموجودة على الصخرة. وسجل عددًا كبيرًا من الصور عالية الدقة قبل السرقة. كانت هذه البيانات تهدف إلى إنشاء خريطة سطحية مفصلة ونموذج ثلاثي الأبعاد للموقع، الذي يعود إلى الفترة الانتقالية بين العصر الطباشيري السفلي والعلوي.
وأكد أن الدراسات السابقة لموقع ميبلادن، رغم أهميتها، افتقرت إلى العمق والدقة العلمية التي ميزت عمل فريقه.
تنظيم محترف وتخوف من تعاون دولي
لم يستبعد مصرور احتمال تورط شركاء أجانب في هذه العملية، معبرًا عن دهشته من الكفاءة العالية. التي تم بها قطع الصخرة الضخمة الثقيلة ونقلها. يشير هذا إلى درجة عالية من التخطيط والدعم اللوجستي، مما يثير مخاوف جدية حول أمن التراث الجيولوجي المغربي.
وفي حين كان القلق في السابق يتركز على تهريب الأحافير الفردية إلى الخارج. فإن هذا الحادث يكشف عن اتجاه جديد ومقلق: سرقة ألواح صخرية كاملة تحمل آثارًا أحفورية.
أهمية موقع ميبلادن العلمية
يُعد موقع ميبلادن من المواقع القليلة عالميًا التي تحتفظ بآثار أحفورية غنية ومتنوعة من البتيروزورات، إلى جانب الديناصورات والسلاحف. هذه الآثار، التي تعود إلى العصر الطباشيري، توفر نافذة فريدة لفهم تطور الحياة على الأرض خلال تلك الفترة.
ويؤكد الخبراء أن فقدان مثل هذه الصخرة يمثل خسارة لا تُعوض للتراث العلمي، ليس فقط للمغرب، بل للمجتمع العلمي الدولي.
تحديات حماية التراث الجيولوجي
مع وجود حوالي 65 موقعًا باليونتولوجيًا مماثلاً في جميع أنحاء المغرب، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز حماية هذه المواقع. يرى مصرور أن إعادة تصنيف هذه المناطق الغنية جيولوجيًا كمحميات جيولوجية (جيوباركات)، على غرار جيوبارك أزيلال ومتحف الجيولوجيا التابع له، يمكن أن يكون خطوة حاسمة للحفاظ على هذا الإرث الطبيعي القيم.