24ساعة-متابعة
خلال زيارة رسمية إلى السويد وفنلندا في أبريل 2025، أجرى وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، محادثات مع نظيرتيه السويدية والفنلندية. ركزت على تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة قضايا إقليمية ودولية، مثل الأوضاع في الشرق الأوسط، منطقة الساحل. والحرب الروسية الأوكرانية. لكن ما لفت الانتباه هو غياب أي إشارة إلى نزاع الصحراء المفتعل في بيانات الخارجية الجزائرية. وهو ملف تعتبره الجزائر محورًا أساسيًا في دبلوماسيتها.
يعكس هذا التجاهل فشل الجزائر في إدراج قضية الصحراء ضمن أجندة الحوار مع البلدين، أو استمالة دعمهما لأطروحة جبهة البوليساريو. ويأتي ذلك في سياق حرص السويد وفنلندا على النأي بالنفس عن مواقف قد تعرقل جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي واقعي للنزاع المفتعل. وسط توجه أوروبي متزايد نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل نهائي.
يُظهر غياب الإشارة إلى النزاع تراجعًا في زخم التأييد الأوروبي للطرح الجزائري-البوليساريو. مع تزايد التمسك بمرجعية الأمم المتحدة التي تركز على حل سلمي يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي. كما يكشف هذا الوضع عن عزلة دبلوماسية متصاعدة للجزائر، ومحدودية تأثير تحركاتها في تغيير المواقف الدولية، رغم جهودها المكثفة عبر القنوات الدبلوماسية والإعلامية.
يبرز هذا التطور كمؤشر على تحول في المزاج الدولي، حيث يتجه المجتمع الأوروبي نحو دعم حلول عملية تخدم الاستقرار الإقليمي، مما يضع الدبلوماسية الجزائرية أمام تحديات متزايدة في الدفاع عن موقفها التقليدي.