24ساعة- متابعة
أكد سفير المملكة المغربية بكينيا، عبد الرزاق لعسل، أن المملكة المغربية مقتنعة تماما بأن العلاقة بين الإرهاب والانفصال. يجب أن تتم مواجهتها من خلال شراكات فعالة ترتكز على الهياكل القائمة.
وأوضح الدبلوماسي المغربي، في كلمة خلال ندوة حول موضوع “العلاقة بين الإرهاب والانفصال”. نظمت بجامعة نيروبي، أن هذه العلاقة يمكن إضعافها من خلال تعزيز التآزر .وتظافر الجهود في القارة الإفريقية على المستويات الوطنية والإقليمية، مع مراعاة متطلبات وخصوصيات البلدان.
وشدد لعسل على أن المملكة ، تحت قيادة الملك محمد السادس، تبذل جهودا دؤوبة لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب. من خلال القضاء على التهميش والإقصاء، ومكافحة تغير المناخ وتهديدات الأمن الغذائي. مشيرا إلى أن الرؤية الملكية ترتكز على فكرة الالتزام الشامل على كافة المستويات. بتقديم الدعم والمواكبة للبلدان الإفريقية الشقيقة في مختلف مراحل تحقيق الأمن والتنمية.
وأبرز أن هذه الجهود تتجلى في مشاركة المملكة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في إفريقيا. والمساهمة الفعالة في مكافحة الإرهاب، من خلال نهج مقاربة شاملة ومبتكرة. تهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب والانفصال، علاوة على تكوين الأئمة والمرشدين، بما في ذلك لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة.
وأكد الدبلوماسي المغربي في كينيا أن المغرب ، الذي حرص دائما على احترام الوحدة الترابية للدول. سيواصل دعوته إلى إرساء بيئة دولية تتسم باحترام الوحدة الوطنية والترابية والأمن والاستقرار.
وأضاف أن المغرب لطالما آمن بأن مكافحة هذه الآفة تتطلب إرادة جماعية، وعملا قويا ومنسقا. مضيفا أن الرباط أكدت دائما على أهمية العلاقة بين”السلام والأمن والتنمية” باعتبارها رافعة مهمة للاندماج.
كما حذر لعسل من أن التزايد المضطرد لأعداد الأفراد الذين ينتقلون من جماعات انفصالية إلى جماعات إرهابية أو العكس أصبح مصدر قلق كبير، مشيرا إلى أن هؤلاء الأفراد عادة ما يتم تمويلهم واستضافتهم ودعمهم وتسليحهم من قبل دول الجوار مما يعزز انتشار الإرهاب ويزيد من تقويض السلم والأمن الإقليميين.
وأعرب الدبلوماسي المغربي في كينيا عن أسفه لكون منطقة الساحل والصحراء أصبحت بمثابة منطقة رئيسية للأنشطة غير المشروعة ومعبرا للأسلحة الخفيفة والمخدرات إلى أجزاء مختلفة من العالم ، حيث تمثل “البوليساريو” في هذا الصدد مثالا ملموسا لثلاثة أجندات متداخلة: الإرهاب والانفصال والجريمة المنظمة”، مشددا على أن الروابط بين أعضاء جماعة “البوليساريو” المسلحة الإرهابة والحركات الإسلامية المتطرفة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي.
و أشار لعسل في هذا السياق إلى أن العدو الأول السابق بمنطقة الساحل هو نتاج خالص لجماعة “البوليساريو” المسلحة، موضحا أن أبو وليد الصحراوي واسمه الحقيقي لحبيب ولد عبدي ولد سعيد ولد البشير ، قد غادر مخيمات تندوف في عام 2010 وأنشأ وانضم إلى العديد من المنظمات الإرهابية المسؤولة عن عدد من الهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف في دول مختلفة بالمنطقة.
ومكنت هذه الندوة، التي تندرج في إطار سلسلة ندوات “حوارات عموم إفريقيا”، المشاركين من تقييم الرهانات المرتبطة بالإرهاب والانفصال والتفكير في الإجراءات التي يمكن أن تتخذها البلدان الإفريقية من أجل وضع حد للانفصال والأعمال الإرهابية المتنامية بالعديد من البلدان والمناطق، ولا سيما في مناطق شمال إفريقيا والساحل والقرن الإفريقي، والتي أصبحت تتسع رقعتها لتشمل أيضا منطقة جنوب إفريقيا.
وأكد المشاركون في هذا اللقاء أن تهديدات انتشار المنظمات الإرهابية والحركات الانفصالية تأتي لتنضاف إلى النزاعات التقليدية والأشكال الجديدة من التهديدات غير التقليدية، مما يشكل مخاطر متزايدة على استقرار إفريقيا، وتهديدا لوحدة وسيادة بلدان القارة.