الرباط-متابعة
قال سفير المغرب بالبرتغال، عثمان أبا حنيني، إن الاجتماع رفيع المستوى الذي ينعقد، غدا الجمعة بلشبونة، سيدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين وسيعطي زخما قويا للتعاون الثنائي.
وأبرز أبا حنيني، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الاجتماع، الذي ينعقد تحت شعار “المغرب والبرتغال: تأكيد شراكة استراتيجية نموذجية”سيكون فرصة لتعميق الشراكة وتجسيد رغبة البلدين في الدفع بالعلاقات إلى مستويات أرفع عبر إطلاق عدد من المشاريع المهيكلة في مجالات عديدة.
وحسب الدبلوماسي، فإن المغرب يولي أهمية قصوى لهذه الشراكة التي تعكس العلاقات الممتازة والمثالية بين البلدين، وتجسد الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل البرتغال ضمن الشركاء الاقتصاديين والتجاريين العشر الأوائل، مضيفا أن المملكة تحدوها رغبة أكيدة وقوية للارتقاء بعلاقاتها مع البرتغال إلى الدرجة التي تجعل منها علاقات استراتيجية مرجعية.
ويضيف أبا حنيني أن ” المغرب والبرتغال يتوفران على مؤهلات وإمكانيات هائلة ينبغي استغلالها، لا سيما في قطاعات السيارات والطاقة المتجددة والنسيج، الذي يشهد طفرة هائلة في هذا البلد خاصة على مستوى البحث والابتكار”، بما يعود بالنفع المتبادل على البلدين.
واعتبر الدبلوماسي المغربي أنه “يتعين تحقيق أقصى استفادة من إمكاناتنا المشتركة، وأوجه التكامل الاقتصادي المتبادل بيننا في السنوات المقبلة، والاستفادة في هذه المنطقة، من فرص النمو لنصبح معا أبطالا إقليميين للتنافس بجدية مع بعض الاقتصاديات.
في ذات السياق، أبرز السفير دينامية المبادلات الاقتصادية بين البرتغال والمغرب، وأكد على أن البلدين مدعوان “للاستفادة من تكاملهما الاقتصادي، مشيرا في هذا الصدد، إلى ارتفاع المبادلات التجارية بين البلدين برغم السياق الدولي المضطرب بفعل نداعبات الازمة الصحية، حيث زادت الصادرات المغربية بنسبة 20 بالمائة والواردات ب 30 بالمائة.
وكشف السفير أن المغرب أضحى أول شريك للبرتغال في العالم العربي وإفريقيا والثاني، خارج الاتحاد الأوروبي، في العالم، بعد الولايات المتحدة.
ولم يفت المسؤول المغربي التذكير بالعلاقات المغربية البرتغالية الممتازة للغاية على جميع المستويات، والتي لا تعد وليدة اليوم بل هي ضاربة في عمق التاريخ ودامت عدة قرون قبل أن تصبح على ما هي عليه اليوم.
وبحسب أبا حنيني، فقد تم تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية بالفعل منذ نونبر 2021 من خلال إنشاء المجلس الاقتصادي المغربي البرتغالي الذي يترأسه بشكل مشترك كل من كريم عمور، وأ رميندو مونتييرو، الرئيس الحالي للكونفدرالية البرتغالية للمقاولات، مفيدا بأن مهمة المجلس تتمثل في بلورة خارطة طريق لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتحفيز الاستثمار المتبادل والشراكة وتعزيز المبادلات التجارية.
الدبلوماسي المغربي كشف أيضا أنه سينعقد على هامش الاجتماع رفيع المستوى المنتدى الاقتصادي المغربي البرتغالي والذي سيعرف مشاركة نحو ستين فاعلا اقتصاديا مغربيا يمثلون قطاعات مختلفة، مثل السيارات والبلاستيك والاقتصادين الرقمي والمستدام.
وأشار إلى أن هذا المنتدى الاقتصادي، الذي ينعقد تحت شعار “المغرب والبرتغال: معا لبناء اقتصادات مزدهرة ونمو مشترك”، ستتخلله لقاءات ثنائية بهدف مناقشة فرص التعاون والاستثمار في البلدين.
ولتكريس عمق العلاقات بين البلدين، أشار السفير إلى أن المغرب والبرتغال سيحتفلان السنة المقبلة بالذكرى الـ 250 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة، الموقعة بينهما سنة 1774، وتعتبر اليوم واحدة من أقدم الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع بلد آخر بالنسبة للبلدين، مستحضرا في السياق ذاته توقيع اتفاقية حسن الجوار والصداقة والتعاون لسنة 1994 التي شكلت منطلقا لعقد البلدين ل13 لقاء رفيع المستوى.
ولأن البلدين يتقاسمان تاريخا ثريا وثقافة مشتركة، فإن البعد الثقافي سيكون حاضرا في التعاون الثنائي، حيث ذكر الدبلوماسي المغربي في هذا الصدد أن السنة الجارية ستشهد تنظيم حدثين هامين من طرف المتحف الوطني للفن المعاصر البرتغالي، بشراكة مع مؤسسة متاحف المملكة المغربية. يتعلق الأمر بمعرضين: الأول يتعلق بمعرض استعادي للفن التشكيلي سينظم بالمتحف الوطني للفن المعاصر، متحف الفن المرموق في لشبونة، والثاني يتعلق بمعرض سينظم على شرف أعمال الفنانة البرتغالية الشهيرة ماريا هيلينا فييرا دا سيلفا .
ولم يفت السفير أن يتوقف عند الأهمية التي يمثلها في الوقت الحاضر الملف المشترك المغربي البرتغالي الإسباني لتنظيم كأس العالم لسنة 2030، معتبرا إياه بأنه سيكون بلا شك حافزا للتأسيس لرؤية مشتركة ذات تأثير قوي على النمو الاقتصادي في البلدان الثلاثة وتحقيق مكاسب مشتركة بينها.