24ساعة-متابعة
في درب ميلان بحي الفرح في الدار البيضاء حركة دؤوبة بمحلات تسويق التمور لا تخطئها العين، ضمن مشاهد تتزين بأنواع متعددة من التمور الوطنية والعربية، في انتظار الشهر الفضيل.
مشاهد ترتبط عادة بشهر رمضان الكريم، حيث يكثر الإقبال على التمور، تحديدا بهذا السوق المشهور الذي يشكل قبلة لكل الراغبين في اقتناء التمور بالجملة أو التقسيط.
مشاهد تفصح عن عرض وفير، مصحوب بعمليات بيع وشراء هنا وهناك، إما من أجل الإستعداد لرمضان والاستهلاك الأسري، أو لغاية إعادة بيع هذه التمور بالتقسيط محليا أو بمناطق أخرى.
كل المؤشرات تظهر أن الشهر الفضيل له طعم خاص هذه السنة بعد كسر شوكة الجائحة، حتى وإن كثر الحديث هذه الأيام عن أسعار المواد الغذائية بما فيها، التمور التي يقول بعض تجار هذا السوق إن أسعارها تشهد زيادة طفيفة هذه السنة.
وضمن هذه الحركة الدؤوبة ومشاهد البيع والشراء، تتربع تمور “المجهول” على فضاءات هذا السوق كمؤشر على جودتها ورفعتها وأناقتها، من بين العديد من أصناف التمور الوطنية والعربية.
“المجهول” هو سيد التمور بدون منازع، حتى مع توفر أصناف أخرى من التمور، غنية هي الأخرى بنفس المواد الغذائية والفوائد والمنافع، كما يؤكد الخبراء في مجال التغذية.
في فضاءات هذا السوق تتواجد أصناف متعددة من التمور الوطنية يفضلها البعض.. فإلى جانب “المجهول”، هناك “بوسكري”، و”الفقوس”، و”الجيهل”، و”بوستحمي”، و”تارزاوة”، و”العزيزة”، إضافة إلى “الساير أو الخلط” بأنواعه المتعددة المائلة للون العسل أو السواد، وهو ما أكده عدد من التجار بهذا السوق، في تصريحات لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء.
في هذا السوق نفسه تتواجد أيضا تمور عربية لها عشاقها الذين يقبلون على اقتنائها لأنهم ألفوا مذاقها منذ سنوات، كما عبر عن ذلك محسن العلوي (تاجر التمور والفواكه الجافة بهذا السوق)، مشيرا إلى وجود وفرة تغطي أنواعا كثيرة من التمور، مع تباينن في الأثمنة حسب كل صنف، لكنها على العموم أثمنة معقولة في متناول الجميع.
وبعد أن أشار إلى أن الإقبال على التمور أياما قليلة قبل رمضان هو أقل من المعتاد مقارنة بسنوات ما قبل الجائحة، لفت إلى أن التمور سواء المحلية أو المستوردة تختلف حسب جودتها، لكن صنف “المجهول”، كما قال، هو رقم واحد من حيث الجودة وحتى الثمن يليه “بوفقوس”، ثم “الجيهل” فأصناف أخرى.
وإلى جانب ذلك توجد تمور مستوردة من بلدان عربية كالسعودية والإمارات وتونس وغيرها، وهي أيضا في متناول الجميع.
وبشأن الأثمنة قال إنها متباينة كثيرا تأتي في صدارتها أثمنة “المجهول” التي تختلف أثمنته حسب حجم هذا التمور الرفيعة (الحجم الكبير قد يصل إلى 130 درهما للكيلوغرام/ الحجم الصغير ما بين 75 و80 درهما)، وهناك أيضا أنواع أخرى من التمور الوطنية تصل أثمنتها إلى 50 و45 و30 درهما / كلغ.
ولفت إلى أن الإنتاج من التمور المحلية “متواضع” هذه السنة بسبب عدة عوامل يأتي في مقدمتها توالي فترات الجفاف، لذلك فإن أقل ثمن بالنسبة للتمور الوطنية يتراوح ما بين 25 و26 درهما / كلغ.
من جهته قال يوسف الشملي (تاجر مختص في تسويق التمور الوطنية والفواكه الجافة بهذا السوق)، إن الإقبال على اقتناء التمور “ضعيف” هذه السنة مقارنة بسنوات ما قبل كورونا، وقال “لا نعرف ما إذا كان الأمر يرتبط بالقدرة الشرائية للمواطنين، أم اعتبارات أخرى كتزامن أيام ما قبل حلول الشهر الفضيل مع العطلة المدرسية.
وتابع أن أثمنة التمور الوطنية مرتفعة بحوالي 30 بالمائة هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، موضحا على سبيل المثال لا الحصر أن صنف “الجيهل” كان يبدأ قبل سنوات ب 10 حتى 35 درهما / كلغ، لكن حاليا 25 حتى 50 درهما / كلغ.
أما عبد الكريم بلكصاب (تاجر بالسوق نفسه)، فقد لفت بدوره إلى وجود عرض وفير من التمور، مشيرا إلى أن الإقبال على اقتناء التمور بمحله موجود لأن زبناءه يميلون إلى شراء تمور معينة يوفرها لهم.
فبين تفضيل التمور الوطنية والعربية هناك زبناء لكل نوع وصنف، لكن الكثير من مرتادي هذا السوق، الذين تم أخذ تصريحات لهم، يميلون كثيرا إلى التمور الوطنية لأنها تتوفر كما قالوا على مذاق رفيع ولذة خاصة، إلى جانب آخرين تعودوا طبعا على تمور عربية خلقوا معها ألفة خاصة.
تجدر الإشارة إلى التمر، الذي يستخدم أيضا ضمن مواد إعداد بعض الحلويات، غني بالفوسفور الذي يزيد من حيوية الدماغ، كما أنه مقوي عام للجسم، حيث يعالج فقر الدم ويمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من نسبة عالية من السكر والبوتاسيوم.
يستخدم التمر أيضا لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما تحتويه من ألياف سيليولوزية.
وحسب بعض الخبراء في مجال التغذية، فإن 100 غرام من التمر يوفر، 277 سعرة حرارية، وبروتين: 2 غرام، وألياف: 7 غرام، والكربوهيدرات : 75 غراما، والحديد: 5 بالمائة، علاوة على كميات هامة من البوتاسيوم، والمغنيسيوم، فيتامين ب 6.
كما يتم استخدام نواة التمور ضمن علف الماشية، أو مادة أولية لإعداد نوع معين من القهوة بالنسبة لبعض التعاونيات ضمن ما يعرف بالمنتجات المجالية.