أسماء معتصم
تساءل الناشط الحقوقي شريف ادردك، في مقال لرأي عن مستوى الفكري الذي وصفه بـ” الضعيف”، الذي وصلت إليه ساكنة تاركسيت.
وأكد الناشط الحقوقي، أن ذلك راجع إلى عدة أسباب منها ما هو مؤسساتي ومنها ما هو مجتمعي.
وأوضح أنه “في الآونة الأخيرة حاضرة صنهاجة “ترﯕيست” أصبحت مرتعا خصبا للمخزن، وذلك منذ اندلاع الحراك الشعبي بالحسيمة الذي أعقب مقتل محسن فكري، آواخر شهر اكتوبر 2016.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن ” المخزن أصبح يستعرض عضلاته بالمدينة، وذلك عن طريق تجييش اطفال وشيوخ المدينة والجماعات الصنهاجية المجاورة، الذين تم جلبهم مكدسين في سيارات النقل السري (ميرسيديس 207) من اجل المشاركة في مسيرة رفع الأعلام فرحة بعودة المغرب للاتحاد الافريقي”.
وتابع شريف أدراك، في نفس المقال، أنه “تفاجأ بندوة تنظم بمسجد تركيست حول المقدسات، وكأننا لم نحسم بعد مسألة الثوابت بالمغرب، أو كأن تركيست انتهت من حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لتنتقل لمناقشة مسألة مقدسات وثوابت الامة المغربية!! كل هذا كي يرسل “المخزن المحلي” رسائل للمخزن المركزي مفادها أن الوضع بإقليم الحسيمة متحكم به، مستغلا جهل مسؤولي الرباط بسوسيولوجيا اقليم الحسيمة التي يؤكد واقع حالها أن ساكنة صنهاجة لا علاقة لهم بروافة”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “روافة، وخصوصا بني ورياغل، لن ينسوا ما فعله بهم المخزن عام 1958/1959، وإن كان سكان بقيوة قد نسوا إلى حد ما الإبادة التي تعرضوا لها سنة 1898، زد على ذلك الاحداث التي عرفتها المنطقة خصوصا 1981، 1984، زلزالي 1994 و 2004… إضافة لذلك، فإن روافة، وبالخصوص بني ورياغل، لم ولن ينسوا يوما أن من رحمهم خرجت أول جمهورية في العالم الإسلامي أعلنت استقلالها عن القوى الامبريالية سنة 1921، كما أنهم لم ينسوا بطولات أجدادهم ضد الاسبان خصوصا معركة أنوال”
وأوضح أن” كل هذه الأحداث التاريخية المتراكمة ساهمت في بناء شخصية الانسان الريفي عموما والورياغلي خصوصا. زد على ذلك أن القمع الذي تعرضوا له من طرف النظام إبان حكم الحسن الثاني ربى فيهم غريزة حب منطقتهم (الريف)، وعزز أواصر التضامن بينهم، كما دفعهم للدراسة والبحث عن مناصب حكومية أو الهجرة لأوربا”.
وقال أدراك، أنه في منطقة تركسيت وبسبب غياب مشاريع تنموية وبنيات تحتية بالمنطقة، “اضطر أغلب أساتذة ومهندسو وأطر أو بمعنى آخر نخبة المنطقة، اضطروا للهجرة الى المدن الكبرى من اجل البحث عن مستقبلهم. هذه الهجرة القسرية لنخبة المنطقة جعلت الساحة خاوية على عروشها، حيث بدأنا نشاهد بروز بعض “المناضلين” الفايسبوكيين الذين لا هم لهم سوى تخوين الأخر وزرع التفرقة والانقسامية والقبلية التي مازالت تعاني منها المنطقة في زمن العولمة”.
وتابع المتحدث ذاته أنه ” تفاجأ بالمستوى الذي وصفه بـ” المتدني” للبعض الذين لا هم لهم سوى مناقشة أنشطة الاخرين على صفحات الفايسبوك، عوض الحضور للندوات وطرح تساؤلاتهم والاصغاء للرأي الاخر. فمقارنة بسيطة مع اخواننا روافة الذين يناقشون أسئلة متقدمة كالحكم الذاتي، جبر الضرر الجماعي جراء أحداث 58/59، تعويض اسبانيا لضحايا الغازات السامة، إشكالية التنمية… تجعلك تحس بالمستوى المتدني للمواضيع المثارة بين بعض من يسمون أنفسهم مثقفي أو سياسيي المنطقة” وفقا لتعبيره.
وطالب ساكنة تركسيت بأن يرتقوا بتفكيركم، قائلا:” فإذا كان سكان بني ورياغل والريف عموما يقولون بأنهم مهمشون وبأنهم مظلومون بالرغم من استفادة منطقتهم من جل المشاريع الموجهة لإقليم الحسيمة، فما عسانا نقول نحن الذين نعيش في الريف غير النافع، فنحن مهمشون ومظلومون اكثر منهم، لكن هم يناضلون ويرفعون سقف مطالبهم ويناقشون الأفكار، ونحن مازلنا نناقش الأشخاص والأسماء والمصطلحات، ونتفنن في تخوين بعضنا البعض، ونقل الأخبار والوشايات، وزرع الحقد والضرب تحت الحزام”.