باكو-شعيب بغادى
مع حلول 31 مارس الذي يجسد واحدة من الحالات و الوقائع الفظيعة التي تخالف كل القوانيين الكونية و الأعراف الإنسانية، لما قامت به من سلوك اجرامي سجله التاريخ بحبر من دم، نقف مرة اخرى امام أقبح ما يمكن ان يمارسه الإنسان بنسجه خيوط حرب ترمي الى التطهير العرقي و الإبادة الجماعية و التمييز العنصري، من خلال توظيف برامج تنتهك حق الانسان في الحياة و في العيش الكريم، لتقلع جدوره من ارض كل حبة من ترابها تنطق بهويته.
ما حدث سنة 1918، في باكو وشماخي وجوبا وقاراباغ و زنجازور و ناختشيفان و لانكران ومناطق أخرى بجمهورية أذربيجان يجعل المرء يتخيل ان الظالم و كأنه قدم من كوكب اخر، حيث خلق من نار همها هو حرق الاخضر و اليابس معتقدة أن قوتها تزيد بقتل الإنسان و محو أثره ، هذآ الانسان الذي في وجوده براءة تامة، يعكسها الأطفال و يكرسها الشيوخ من نساء و رجال .
هذه الذكرى المؤلم تاريخها ، تجعلني اعود للحظة وقوفي على مقبرة جماعية تم اكتشافها بإحدى المواقع المتواجدة بإقليم قرة باغ، حيث هياكل عظمية لأشخاص رفضوا الرحيل قبل ان يتمكنوا من مخاطبة العالم لاطلاعه بما تعرضوا له من ابادة و تمييز نقشت تفاصيلها على عظامهم ..
في هذه الذكرى تقف مرة اخرى كل الهيئات الرسمية و المدنية لتذكر العالم بأفظع الجرائم الانسانية التي لا يمسها اي شك رغم وجود زاوية صغيرة تعتمد التضليل الاعلاني الهادف الى تغيير ملامح الحقيقة … لأرواح الشهداء الأبرياء السلام .
و في هذا اليوم تقف وزارة خارجية جمهورية أذربيجان لتؤكد موقفها الذي لا يتغير عبر ببيانها التالي:
” يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين، هو يوم لإحياء ذكرى مواطنينا الأبرياء، الذين أصبحوا ضحايا للتمييز العنصري والتعصب من قبل الجماعات الأرمنية المتطرفة، وتعرضوا للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
في الفترة من مارس إلى أبريل 1918، وباستخدام جميع الوسائل المتاحة للتطهير العرقي للأذربيجانيين من أراضي أجدادهم عبر التاريخ، ارتكب الأرمن الراديكاليون فظائع وحشية ضد مواطنينا. قُتل عشرات الآلاف من الأذربيجانيين الذين يعيشون في باكو وشماخي وجوبا وقاراباغ وزنجازور وناختشيفان ولانكران ومناطق أخرى بوحشية، وتم تدمير العديد من المستوطنات والمعالم الدينية والثقافية. ونتيجة للمجازر، قُتل أكثر من 16 ألف شخص بطريقة وحشية، وتم تدمير 167 قرية في جوبا وحدها.
فظائع واسعة النطاق ارتكبت ضد المدنيين، العثور على مقابر جماعية لضحايا المذبحة في منطقة جوبا عام 2007، اعتراف ستيفان شوميان، المفوض فوق العادة للقوقاز، وهو من أصل أرمني، بأن 6000 جندي مسلح من سوفييت باكو و4000 جندي مسلح من حزب داشناكسوتيون شاركوا في المذابح، ودمرت المستوطنات، وكشفت المعالم الثقافية الطبيعة الدقيقة للمذابح.
بعد تأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية، تم إنشاء لجنة التحقيق الاستثنائية للتحقيق في أحداث مارس وتقديم المجرمين إلى العدالة. واستنادا إلى الأدلة التي كشفت عنها اللجنة، تم رفع دعاوى جنائية ضد 194 شخصا متهمين بارتكاب جرائم، وتم القبض على 24 شخصا في باكو وحوالي 100 شخص في شاماخي. لكن انهيار تسوية النزاع أدى إلى توقف عملية إجراء تحقيق متعمق في الأحداث التي وقعت، وكذلك التقييم السياسي والقانوني لمجازر مارس.
فقط بعد استعادة استقلالنا، تم إعطاء أحداث مارس تقييمًا سياسيًا مناسبًا من خلال مرسوم القائد الوطني حيدر علييف “بشأن الإبادة الجماعية للأذربيجانيين” بتاريخ 26 مارس 1998، وتم إعلان يوم 31 مارس “يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين”. ”
الترحيل الجماعي للأذربيجانيين من أرمينيا، وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية المرتكبة خلال العدوان العسكري واحتلال هذا البلد ضد أذربيجان، وجرائم الحرب ضد المدنيين الذين يعيشون بعيدًا عن الأراضي التي جرت فيها العمليات العسكرية خلال الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا، أظهرت أن السياسة ولا تزال الكراهية العرقية المنهجية والتعصب تجاه الأذربيجانيين قائمة.
إن التعلم من التاريخ، ومنع تكرار مثل هذه الأحداث الفظيعة، ووضع حد لإفلات المجرمين من العقاب، أمر بالغ الأهمية لاغتنام الفرص التي ظهرت لتحقيق السلام في المنطقة في فترة ما بعد الصراع الحالية. وبهذا المعنى، فإن منع صعود النزعة الانتقامية في أرمينيا يعتمد بشكل كبير على المجتمع الدولي، إلى جانب قيادة هذا البلد.
** في 31 مارس – يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين، نحيي بحزن عميق ونحترم ذكرى الأذربيجانيين الأبرياء الذين تعرضوا للكراهية العرقية والإبادة الجماعية “