24 ساعة- كوثر منار
حل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء 29 مارس، بالرباط، قادما من إسرائيل، التي كانت محطته الأولى والتقى خلالها وزراء دول عربية، وكل ذلك في إطار جولة إقليمية تقوده أيضاً إلى الضفة الغربية والجزائر.
ولتسليط الضوء على سياق هذه الزيارة، استقت جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، رأي الباحث والمحلل السياسي، محمد شقير، الذي أكد أن التحركات الإدارة الأمريكية، تأتي سياقين رئيسيبن. السياق الأول مرتبط بالأزمة الاوكرانية أو الحرب الأوكرانية الروسية، مشددا على أن الولايات المتحدة هي الطرف الرئيسي في التعامل مع روسيا وإن كانت أوكرانيا هي مسرح العمليات، بحكم أنها المشرفة على حلف “الناتو”.
وأوضح شقير أن رهان أمريكا هو محاولة “إضعاف روسيا وإدخالها في مجال الاحتواء إشغالها في هذا المشكل الاساسي”. وأضاف أن واشنطن تسعى نحو تعبئة كل حلفائها، سواء الأوروبيين أوالعرب أو في شمال افريقيا، ضد موسكو.
ويرى شقير أن “جولة بلينكن، مسألة متعددة الأوجه وتحمل جوانب متعددة، لكن بالنسبة لأمريكا، فالأمر الأساسي في الوقت الراهن هو أن تعمل على حشد دعم حلفائها في مختلف المناطق سواء اوروبا او منطقة الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا”.
وأبرز أن الولايات المتحدة، “تريد من كل حلفائها أن يتحركوا خاصة وأن الازمة يمكن أن نسميها أزمة دولية ولها عدة أبعاد وليست مرتبطة بمنطقة معينة”.
أما في سياقها المغاربي، وزيارة بلينكن إلى الرباط والجزائر، فيرى شقير أن الولايات المتحدة، تتحرك على هذا الصعيد “لكي تعبئ كل الأطراف خاصة دول شمال افريقيا، والمغاربية على وجه التحديد التي “لم تتخذ موقفا واضحا من الأزمة مثل هو الشأن للمغرب. خاصة ونحن نعرف بأن المغرب يجاور الجزائر، والأخيرة تعتبر حليف لروسيا”.
أما السياق الثاني لزيارة بلينكن، حسب شقير دائما، فهو مرتبط بالتوتر الذي تشهده المنطقة، حالياً، خصوصا بين المغرب والجزائر، مما قد يجعل الأخيرة تحس بنوع من العزلة الدبلوماسية والسياسية، و “ربما أن هذه المسألة ستؤدي إلى مزيد من التوتر والذي يمكن أن يصل الى نزاع مسلح”.
وحسب الباحث المغربي، فإن أمريكا “لا تريد أن تخلق جبهة ساخنة جديدة، خاصة أنها تركز على إفريقيا بشكل كبير وتعتبر بأن المغرب هو البوابة الرئيسية للدخول والتواجد في إفريقيا، وبالتالي هذا ما يفسر مسألة الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء، والاتفاق مع كل الشركاء الأوروبيين بأن “يساندوا موقف مبادرة الحكم الذاتي، والعمل على تخفيف كل الظروف التي يمكن أن تؤدي الى أي نزاع خاصة في منطقة تعتبر غير مستقرة”.