24ساعة-عبد الرحيم زياد
تقوم المملكة المغربية باتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لحل الأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، والمتمثلة في احتجاز إسرائيل لأموال الضرائب المستحقة للسلطة. حيث تعمل المملكة على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، وتقديم مقترحات بناءة تساهم في التوصل إلى اتفاق يضمن استئناف تدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية.
وقد أثنى الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، على الجهود المتواصلة التي يبذلها الملك محمد السادس. من أجل التوسط لفك الحصار عن تحويل الأموال المخصصة لعمل السلطة الفلسطينية.
نتوجه بالشكر والتقدير الكبير لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ولأركان الحكومة المغربية الشقيقة على جهدهم المتواصل في حل أزمة الاموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل ، ونثمن هذا الجهد الاخوي المتواصل والمستمر في دعم صمود وثبات شعبنا على ارض وطنه.
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) February 10, 2025
مكانة الملك محمد السادس السياسية والرمزية
في ذات السياق، أكد المحلل السياسي والخبير محمد شقير في تصريح لجريدة “24 ساعة” . أن ” التدخل الملكي من أجل الإفراج عن جزء من الموارد المالية المحتجزة لدى السلطات الإسرائيلية يعكس المكانة السياسية والرمزية التي يحظى بها الملك محمد السادس ضمن القادة العرب لدى اسرائيل، والتي ترجع بالأساس إلى مجموعة من المرتكزات المتمثلة في كون المغرب يعتبر حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة. والذي ابرم اتفاقية أبراهام تضمنت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل سمحت بفتح علاقات تعاون عسكري واقتصادية بين الطرفين”
كما أن تجاوب إسرائيل ايجابيا مع التدخل الملكي، يؤكد أن المغرب يعتبر من بين الدول العربية التي يحظى برمزية خاصة لدى المجتمع الإسرائيلي خاصة من طرف الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية والذين يداومون على السفر المغرب ومازالوا يحملون الجنسية المغربية .كما يحظى الملك محمد السادس باحترام خاص من طرف الإسرائيليين بدليل حمل بعض الشوارع الإسرائيلية لاسم الملك الحسن الثاني الذي لعب دورا اساسيا في تقريب وجهات النظر بين إسرائيل ومصر التي أدت إلى اتفاقية كامب دفيد وكذا اتفاقية اوسلو التي ابرم بين ياسر عرفات وإسحاق رابين وان لم تحترم بنودها خاصة من طرف إسرائيل بعد اغتيال رابين”.
الملك محمد السادس رئيسا للجنة القدس
ويسترسل المحلل السياق أنه فضلا على أن ” الملك محمد السادس رئيس للجنة القدس بذراعها المنفذ وكالة بيت مال القدس بما تقدمه من تموينات للحفاظ على الهوية الإسلامية القدس وتقديم الدعم لساكنة القدس. ولعل هذه المكانة هي التي ساهمت في تسهيل عبور المساعدات الغذائية التي بعثها الملك من ماله الخاص من معبر أبي سالم في عز حرب غزة واستعار القتال بين مقاومي حماس وقوات الاحتلال الاسرائيلي.ولعل هذا ما سمح بالتدخل الملكي لدى السلطات الإسرائيلية للإفراج عن جزء من الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية”.
وأكد شقير أن الدعم المغربي للقضية الفلسطينية يعتبر ثالثا من ثوابث الدبلوماسية الرسمية وذلك منذ خمسينات القرن الماضي سواء على الصعيد السياسي او الدعم الإنساني أو الدعم الاجتماعي الذي ماسكته المملكة من خلال فرض ضريبة للتضامن التي سنت منذ سبعينيات القرن الماضي او من خلال وكالة بيت مال القدس التي تقوم بتقديم مختلف انواع المساعدات سواء من خلال استقدام الأطفال الفلسطينيين للتخييم سنويا ببعض المدن المغربية او من خلال إرسال المساعدات الغذائية إلى ساكنة غزة خاصة بعد عملية طوفان الأقصى وما تعرضت له المنطقة من تشريد وقصف بالإضافة إلى تخصيص تمويلات للحفاظ على الهوية الإسلامية للقدس من كل مشاريع التهويد الذي تتعرض لها المظاهر العمرانية والحضارة لهذه المدينة المقدسة”.