24 ساعة-عبد الرحيم زياد
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن تعيين السيناتور ماركو روبيو وزيرا للخارجية الأمريكية في إدارته الجديدة، وجاء في بيان صادر عن الرئيس الأمريكي المنتخب أن السناتور روبيو سيكون “مدافعا شرسا عن أمّتنا وصديقا حقيقيا لحلفائنا ومحاربا باسلا لا يتراجع أبدا في وجه أعدائنا”.
كما يعتبر ماركو روبيو من أشهر المعادين لسياسات النظام الجزائري، الذي لم يسلم من انتقاداته، خصوصاً فيما يتعلق بدوره في قضية الصحراء، إذ يرى روبيو أن دعم الجزائر للجبهة الانفصالية يقوض جهود الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، مما يجعله ميالاً لتبني سياسات متشددة تجاه الجزائر حال توليه منصب وزير الخارجية.
في ذات الصدد، يرى الباحث السياسي المغربي محمد شقير، في تصريحات خص بها جريدة “24 ساعة“ الإلكترونية، أن “هذا التعيين يندرج ضمن تشكيل الرئيس ترامب لإدارته الجديدة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة تحضيرا لتسليه زمام الحكم في بداية السنة المقبلة. وقد تم اختيار معاونيه من كتاب الدولة وفق معايير تتماشى مع السياسية الخارجية التي يرغب في تنفيذها خلال ولايته بما فيها ذلك انتقاء كاتب الدولة في الخارجية المعروف بتشدده إزاء إيران وبالاخص الجزائر.
الجزائر التي يؤكد الخبير في العلوم السياسية محمد شقير، أن تسلم ماركو روبير حقيبة الخارجية الأمريكية يأتي في ظل “مساهمتها في عدم استقرار منطقة شمال أفريقيا ودول الساحل بحكم تموقعها ضمن رقعة واسعة في هذا المجال الإفريقي، نظرا لحدودها المشتركة مع عدة دول أفريقية بما فيها المغرب الذي تنازعه استعماله لوحدته الترابية من خلال احتضانها ودعمها لحركة صحراوية انفصالية بتندوف التي كثيرا ما انتهكت وقف إطلاق النار من خلال قصفها للسيارة مرتين والمحبس مؤخرا”.
جدير بالإشارة أن السيناتو ماركو روبيو المولود في مدينة ميامي لأبوين مهاجرين من كوبا، معروف بمواقفه المتشددة، حيث انتُخب عام 2010 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي بدعم من حزب الشاي الذي يضم جمهوريين متطرفين عادوا واندمجوا مع الحزب الجمهوري في أعقاب انتخاب باراك أوباما رئيسا.
وخلال شغله منصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، سمعت الجزائر به من خلال رسالة شهيرة وجهها لوزير خارجية بلاده أنطوني بلينكن في 16 شتنبر 2022، يدعوه فيها لفرض عقوبات على الجزائر، على خلفية الحرب الروسية- الأوكرانية.
وقال هذا السيناتور عن ولاية فلوريدا في رسالته، إنه يشعر “بقلق بالغ فيما يتعلق بالمشتريات الدفاعية الجارية بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والاتحاد الروسي”، زاعما أن شراء السلاح الروسي يدعم موسكو في زعزعة الاستقرار، لأنه سيؤدي إلى زيادة تمكين آلة الحرب الروسية في أوكرانيا، وفق زعمه.
واعتبر روبيرو في ذات الرسالة أن “الجزائر من بين أكبر أربعة مشترين للأسلحة الروسية في جميع أنحاء العالم، وبلغت ذروتها بصفقة أسلحة قيمتها 7 مليارات دولار في عام 2021”