24 ساعة-عبد الرحيم زياد
كشف موقع “موند أفريك” عن دراسة جدية من قبل الإدارة الأمريكية. لنقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) من شتوتغارت بألمانيا إلى مدينة القنيطرة في المغرب. تأتي هذه الخطوة المحتملة في سياق إعادة واشنطن لترتيب أولوياتها الاستراتيجية في إفريقيا. خاصة مع تصاعد التحديات الأمنية في القارة.
دلالات النقل المحتمل وأثره على العلاقات المغربية الأمريكية:
تثير هذه الأنباء تساؤلات حول دلالات جعل المغرب مقرًا جديدًا للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا. وما الذي سيضيفه ذلك إلى العلاقات العسكرية المتينة بين الرباط وواشنطن؟. وإلى أي مدى سيعزز ذلك مكانة المغرب كقوة إقليمية مؤثرة. ويمنحها دورًا محوريًا في الاستراتيجية الأمريكية في إفريقيا؟. وهل سيؤثر ذلك على توازنات القوى في المنطقة، ويؤدي إلى تغييرات في العلاقات بين الدول الإقليمية؟
هذه الأسئلة طرحتها جريدة “24 ساعة” الإلكترونية على الباحث والخبير العسكري، محمد شقير. الذي أوضح أن “هذه الأنباء ليست جديدة، بل سبق تداولها في ولاية ترامب السابقة. لتعود إلى الواجهة مجددًا مع إعادة انتخابه. وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإسبانية تتناول هذه الأنباء بشكل خاص. مما يعكس رغبة إسبانيا في نقل مقر أفريكوم إلى قاعدة روتا”.
وأضاف شقير أن “هذه الأنباء قد تعكس رغبة الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري والأمني في إفريقيا، وأن نقل المقر إلى دولة مثل المغرب، التي تتمتع بموقع جيوستراتيجي يربط بين أمن أوروبا ومواجهة التمدد الصيني في إفريقيا، قد يكون خيارًا مناسبًا. ويتجلى ذلك في قرار ترامب رفع القيود الجمركية على الصادرات الصينية في إطار حرب تجارية بين البلدين”.
التواجد الأمريكي في إفريقيا والدور المغربي:
أكد الخبير الاستراتيجي أن “الضربات الأمريكية الأخيرة على معاقل داعش في الصومال تعكس رغبة الولايات المتحدة في تعزيز تواجدها في إفريقيا، خاصة بعد الانسحاب العسكري الفرنسي من دول الساحل. وأشار إلى أن المغرب، كدولة إفريقية مستقرة وقريبة من هذه المنطقة، يمكن أن يكون خيارًا استراتيجيًا لنقل مقر أفريكوم، مما يعكس رغبة أمريكا في استعادة تواجدها العسكري في القارة، وتوجيه رسالة إلى المنافسين الدوليين بأنها عازمة على الإشراف العسكري على المنطقة. وأشار إلى مناورات “الأسد الإفريقي” التي تُنظم سنويًا في المغرب كدليل على ذلك”.
تعزيز الشراكة المغربية الأمريكية:
ويرى شقير أن “إشادة وزير الخارجية الأمريكي بالمغرب كشريك أساسي للولايات المتحدة يعزز من مصداقية هذه الأنباء. وأكد أن نقل المقر إلى المغرب سيعزز مكانته كقوة إقليمية، وسيقوي إشعاعه الإقليمي في إفريقيا، وسيعيد التذكير بأن المغرب شريك عملي للولايات المتحدة، ليس فقط في تنظيم المناورات العسكرية، بل أيضًا في احتضان مقر أفريكوم”. وأشار إلى أن “احتضان المغرب للمقر في قاعدة القنيطرة سيعيد الوضع الذي كانت عليه القاعدة الأمريكية سابقًا، وما كانت تدره من مكاسب اقتصادية واجتماعية على المغرب”.
تعزيز مكانة المغرب الإقليمية
أوضح شقير أن “نقل المقر سيزيد من تقوية المغرب كقوة إقليمية في شمال إفريقيا، وسيعزز مكانته السياسية والعسكرية في مواجهة قوى إقليمية أخرى. وسيعزز أيضًا من مكانته لدى الدول الأوروبية والإفريقية كحليف استراتيجي للولايات المتحدة”.