24ساعة-و م ع
تعتبر شلالات رأس الماء بجماعة باب بودير، على بعد حوالي 12 كيلومترا من مدينة تازة، الوجهة المفضلة لعشاق الطبيعة والباحثين عن الاستجمام هربا من حر الصيف.
ويلجأ عشاق السياحة الجبلية والأسر الباحثين عن نسمات هواء نقي والاستجمام والاسترخاء، إلى هذه الأماكن الطبيعية لقضاء أوقات هادئة وممتعة وسط طبيعة خلابة بعيدا عن موجة الحر التي تعرفها تازة والمدن المجاورة الأخرى خلال شهري يوليوز وغشت.
واكتسبت جماعة باب بودير التي تعد بوابة “منتزه تازكا”، أحد أكبر المنتزهات الوطنية، خلال السنوات الأخيرة شهرة كبيرة حيث تشهد زيارات عائلية من مختلف مدن المملكة، خصوصا خلال فصلي الربيع والصيف، حيث تشكل مجالا مواتيا لقضاء لحظات ممتعة وسط وديان وبساتين هذه الطبيعة الخلابة. وتشكل منطقة شلالات رأس الماء مستهل حزام سياحي طبيعي متنوع يمتد على مساحة تفوق 100 كلم.
ويحتضن هذا الفضاء الطبيعي مركز الاصطياف باب بودير والمخيم الجبيل أدمام (30 كلم جنوب تازة) الذي يستقبل كل يوم مئات الأطفال والأسر في جو ممتع. غير بعيد عن هذا المكان، توجد مغارة فريواطو والمنتزه الوطني تازكا بجبالها ومنطقتها المحمية التي تحتضن ثروة حيوانية ونباتية كبيرة ومنها الأرز ، و”نسر بونيلي”، قبل الوصول إلى القرية وغابة بوشفعة ثم منطقة واد أمليل.
وتشكل منطقة شلالات رأس الماء، إلى جانب المنتزه الوطني تازكا الذي يبلغ علوه 1980 متر ، وجهة سياحية مهمة ومحمية وطنية تشتمل على أزيد من 154 موقع بيولوجي وإيكولوجي. كما يبلغ صبيب تدفق المياه السطحية بعين رأس الماء 270 لتر/ثانية، وهي أكبر العيون في المنطقة، تليها عين أدمام بصبيب 90 لتر/ثانية. كما تعد واحدة من المناطق أكثر رطوبة بالمغرب في محيط جاف، حيث أنها قريبة من حوض ملوية القاحل في الشرق وسهل سايس شبه الجاف في الغرب.
وقد مكن هذا الموقع الجغرافي من استفادة المنطقة من موارد مائية سطحية هامة، كما مكن شلالات رأس الماء من التميز بهوائها النقي ومياها العذبة الباردة على مدار السنة ، بالإضافة إلى أشجار مثمرة متنوعة (الكرز، اللوز، الزيتون، التين، الخوخ)، التي تعتبر مصدر رزق مهم للساكنة المحلية.
وأمام الحرارة المرتفعة التي تطبع صيف مدينة تازة، فإن هذه الشلالات تصبح الملاذ الوحيد للأسر التي لا تتوفر على إمكانيات تسعفهم على قضاء عطلهم في المدن الساحلية، وكذلك بالنسبة للسياح وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بحثا ح عن أجواء هادئة. وقال محمد علم، أحد عشاق التصوير الفوتوغرافي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن منطقة رأس الماء هي فضاء خلاب يغري الزوار بمناظره الطبيعية المتنوعة، بما في ذلك شلالات رأس الماء وكهف فريواطو ومخيم باب بودير ومخيم أدمام وسط منتزه تازكا. بدوره، قال فؤاد، أحد أفراد الجالية المغربية في إسبانيا والذي قدم إلى شلالات رأس الماء هربا من الحرارة المفرطة في تازة، إنه يفضل الهدوء واستنشاق هواء عليل والمياه الباردة والمناظر الخلابة لهذا الموقع الطبيعي.