24ساعة-متابعة
بعد الفاجعة التي ضربت المغرب وهزت العالم بإقليم الحوز ينتظر ناجون من الزلزال الذي ضرب وسط المملكة في طوابير طويلة للحصول على مساعدة بعدما فقدوا منازلهم لكن الخيم الصفراء المتواضعة التي حصلوا عليها تشهد على انعدام اليقين الذي ينتظرهم.
تصف السيدة خديجة هول ما وقع، وتحاول مواجهة الخوف الذي تملكها وهي ترى زوجها المصاب بمرض “البوهزاز”، وقد كاد يفقد عقله بعد هدوء الزلزال، قبل أن يُنقل إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.
وتقول بنبرة حزينة: “فقدت عددا من أقربائي، وأصبحت بين ليلة وضحاها دون مأوى، كما كان لدي متجر صغير، استثمرت فيه بعضاً من مدخراتي، إذ كنت أبيع فيه بعض الحاجيات الصغيرة للسكان، لكني فقدت كل شيء، ولم يعد لي ما أسد به رمقي، ولا أقدر بعد على شراء الدواء لزوجي غير القادر على العمل، والذي يكلفني أكثر من 300 درهم شهريا”.
من عايش الزلزال من السكان وبقي على قيد الحياة يصفه بـ “العاصفة”، وهو تعبير يتفق عليه سكان المنطقة، ويعبر عن قوة الصوت الذي سمعوه، وانبعاث سحب الغبار الذي حجب الرؤية.
لكن رغم كل شيء، تمثل هذه المساعدات بادرة جيدة لسكان مثل فاطمة أومالول التي ما زال وجهها يحمل آثار دماء، بعد ثلاثة أيام من الزلزال الذي أدى إلى انهيار منزلها.
وقالت هذه المرأة البالغة 59 عاما فيما كان جنود يوزّعون الخيم في أمزميز، وهي مدينة تقع على مسافة نحو ساعة جنوب غرب مراكش أصبحت مركزًا لتوزيع المساعدات لسكان قرى الأطلس الكبير “أريد فقط منزلا يكون مكانا كريما للعيش”.
وتظهر الخيم التي نصبت قرب منازل مدمّرة أو متضررة بشدة أن المساعدة آتية، لكنها تترك الناجين في حالة من عدم اليقين بشأن مصيرهم.
وأثر الزلزال خصوصا على المناطق الريفية حيث أصبح عدد كبير من المنازل غير صالح للسكن والتي لا يملك سكانها المال الكافي لإعادة بنائها بسرعة، من دون مساعدة.
لكن بالنسبة إلى البعض، الأسوأ قد ولى، مثل أومالول التي وجدت نفسها محاصرة تحت أنقاض منزلها حتى جاء أحد الجيران لتفقدها ومشى فوق الموقع الذي كانت عالقة تحته.