الدار البيضاء-أسماء خيندوف
شهدت صادرات الطماطم المغربية إلى أوروبا قفزة نوعية، حيث ارتقى المغرب إلى المركز الثالث بين أكبر الدول المصدرة للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، متفوقا بذلك على كل من إسبانيا وهولندا. و يعكس هذا التقدم الملحوظ تطورا مستمرا في قطاع الطماطم المغربي ويعزز من دوره البارز في سوق الطماطم الأوروبية.
المغرب في قلب سوق الطماطم الأوروبية
أوضحت صحيفة “هورتوينفو” الإسبانية، في تقرير حديث لها استنادا إلى بيانات “يوروستاتكوم”، أن حجم صادرات المغرب من الطماطم في عام 2024 بلغ نحو 419,870 طنا، مسجلا زيادة تصل إلى 72.71% مقارنة بالعقد الماضي.
وجعلت هذه الزيادة الهائلة المغرب يمثل 17.63% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الطماطم، وهو رقم بالغ الأهمية في سوق يشهد منافسة شرسة.
و في الفترة ما بين يناير وأكتوبر 2024، استورد الاتحاد الأوروبي 2.38 مليون طن من الطماطم، بقيمة إجمالية تجاوزت 4.03 مليار يورو، بمتوسط سعر بلغ 1.69 يورو للكيلوغرام. و يبرز هذا السوق الواسع النمو المستمر في الطلب على الطماطم في أوروبا، حيث يسهم المغرب بشكل متزايد في تلبية هذا الطلب.
تراجع الحصة السوقية لإسبانيا وهولندا
رغم هيمنتهما التاريخية على صادرات الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، شهدت إسبانيا وهولندا تراجعا في حصتهما السوقية. فقد تراجعت صادرات هولندا بنسبة 14.76% لتصل إلى 638,490 طنا، بينما سجلت إسبانيا انخفاضا بنسبة 12.87%، محققة 460,380 طنا. ويعكس هذا التراجع التنافسية المتزايدة للطماطم المغربية في السوق الأوروبي.
التميز التنافسي للطماطم المغربية
و تمكنت الطماطم المغربية من التميز في السوق الأوروبي بفضل جودتها العالية وسعرها التنافسي، حيث بلغ متوسط سعر الطماطم المغربية 1.82 يورو للكيلوغرام، وهو أعلى قليلا من أسعار الطماطم الإسبانية و الهولندية (1.74 يورو/كغ). و يعزز هذا الفارق في الأسعار من تنافسية الطماطم المغربية ويجعلها خيارا جذابا للمستهلكين الأوروبيين.
و في الفترة ما بين يناير وأكتوبر 2024، حققت صادرات الطماطم المغربية إيرادات بلغت 764.76 مليون يورو، ما يعادل تقريبا العائدات الإسبانية التي بلغت 792.39 مليون يورو، رغم أن حجم صادرات إسبانيا كان أكبر. ويظهر هذا الرقم القدرة التصديرية الكبيرة للمغرب ويؤكد نجاح استراتيجياته التجارية.
الأسواق المستهدفة للصادرات المغربية
يواصل المنتجون المغاربة توجيه صادراتهم نحو أسواق استراتيجية مثل فرنسا، هولندا، وألمانيا، بينما يسعون لتوسيع وجودهم في أسواق جديدة مثل بولندا، لاسيما بالنسبة للطماطم الكرزية. وتبين هذه التحركات طموح المغرب في تعزيز مكانته كقوة رئيسية في سوق الطماطم الأوروبي.
كما تستمر صادرات الطماطم المغربية في النمو بشكل ملحوظ، مما يرسخ مكانة المغرب كأحد أبرز اللاعبين في السوق الأوروبي.
و يوضح هذا التقدم، التفوق على دول تقليدية مثل إسبانيا وهولندا، هو نتيجة للجودة العالية للمنتجات المغربية ونجاح استراتيجياتها التجارية في السوق العالمي.