الدار البيضاء-أسماء خيندوف
سجلت صادرات النسيج المغربية إلى إسبانيا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 18% خلال عام 2024، لتصل قيمتها إلى 1.76 مليار يورو أي حوالي 18 مليار درهم. ويعكس هذا النمو الديناميكية التي يتمتع بها القطاع، رغم التباطؤ العام الذي يشهده السوق الإيبيري.
ورغم التراجع الطفيف في أداء سوق النسيج الإسباني، تمكنت الشركات المغربية من تعزيز حضورها، في وقت تراجعت فيه الطلبيات على الموردين التقليديين مثل البرتغال وتركيا.
ووفقا لما نشرته صحيفة “Modaes“ الإسبانية المتخصصة في الاقتصاد، فقد تراجعت حصة الموردين الرئيسيين للنسيج في منطقة البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك البرتغال وتركيا والمغرب إلى 21.6% من إجمالي واردات النسيج الإسبانية خلال 2024، مقارنة بـ22.1% في 2023 و26.1% في 2021، وهو أدنى مستوى منذ 2019.
ورغم هذا التراجع العام، تمكن المغرب من تحقيق أداء قوي، حيث تجاوزت صادراته من النسيج إلى إسبانيا 1.7 مليار يورو، وإن لم تصل بعد إلى مستوى 2019، عندما بلغت 1.926 مليار يورو. وتأتي هذه النتائج في سياق اقتصادي يتسم بالركود، ما يعكس متانة القطاع النسيجي المغربي، وفقًا لما أوردته الصحيفة.
ولا تزال الصين وبنغلاديش في صدارة موردي النسيج لإسبانيا، سواء بالنسبة للمنتجات الجاهزة أو غير الجاهزة. وفي المقابل، شكلت كل من المغرب وتركيا والبرتغال معًا 22.4% من إجمالي واردات الملابس الإسبانية، بقيمة بلغت 4.16 مليار يورو، و18.3% من واردات النسيج، التي بلغت 798 مليون يورو خلال 2024.
وفي قطاع المنتجات الجاهزة، احتل المغرب المرتبة الرابعة ضمن أكبر المصدّرين إلى إسبانيا، متقدماً في حصته السوقية، في حين تراجعت صادرات تركيا إلى هذا السوق بنسبة 10%. وعلى العكس من ذلك، ارتفعت الصادرات المغربية من المنتجات الجاهزة بنسبة 19% خلال 2024.
وتعزو الصحافة الإسبانية تنافسية المغرب في هذا المجال إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها القرب الجغرافي، واتفاقية التبادل الحر مع إسبانيا، وانخفاض تكاليف الإنتاج، وسرعة التسليم. كما أن تشابه التوقيت الزمني واللغة المشتركة بين البلدين يسهلان عملية التواصل وإدارة الطلبيات بالنسبة للشركات الإسبانية، فضلاً عن إمكانية السفر إلى المغرب في غضون ساعات لعقد اجتماعات أو إجراء عمليات تفتيش، وهو ما يمنح المملكة ميزة تنافسية مقارنة بموردي النسيج في الصين والهند وبنغلاديش.
وفي ظل سوق عالمي يركز على الكمية والتكاليف المنخفضة، يواصل المغرب تعزيز موقعه كمورّد رئيسي للنسيج إلى إسبانيا، مستفيدًا من قدرته على تلبية احتياجات السوق، لا سيما في قطاع المنتجات الجاهزة والنسيج التقني.