24ساعة-عبد الرحيم زياد
في خطوة مفاجئة، دعا الكاتب الصحفي الإسباني بيدرو كناليس إلى تطبيق نموذج “هونغ كونغ”. على وضع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بهدف تجاوز الخلاف التاريخي الذي يعيق العلاقات المغربية الإسبانية.
في ذات الإطار، يقترح الكاتب الصحفي الإسباني، بيدرو كناليس. تنزيل فكرة مشابهة لما اتفقت عليه الصين وبريطانيا بخصوص منطقة هونغ كونغ، على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وذلك من أجل تجاوز هذا الملف الذي يقف دائماً عائقا أمام أي تحسن في العلاقات المغربية الإسبانية. ويعيدها إلى نقطة الصفر.
وأكد الكاتب الصحفي الإسباني بيدرو كناليس، في مقال نشره على موقع “أتالايار”، إن ملف سبتة ومليلية. ليس له حل سياسي أو سيادي في الوقت الراهن. إذ لا يمكن لإسبانيا أن تتخلى عن المدينتين، ولا يمكن للمغرب. أن يتخلى عن مطالبه بـ”العودة إلى الوطن الأم” و ”ثغوره المحتلة”.
السبيل العملي الوحيد للمضي قدما هو وضع أساس اتفاق جيواقتصادي تاريخي
واسترسل المقال أن السياسيين والمؤرخين من أطراف المثلث الثلاثة المغرب وإسبانيا والمدن. غير قادرين في الوقت الراهن، على تقديم أي “حل عملي ونهائي للمشكلة”. متابعاً: “إن السبيل العملي الوحيد للمضي قدما هو وضع أساس. اتفاق جيواقتصادي تاريخي يتم صياغته بين الأطراف الثلاثة”.
واضاف كناليس أن الاتفاق، سيجعل من مدينتي سبتة ومليلية، حلقة لـ”التقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ومحركاً للتنمية الاقتصادية والتجارية بين إسبانيا والمغرب، وبين أوروبا وإفريقيا”، مستشهدا في هذا السياق، بتجربة “هونغ كونغ”، التي تظهر أنه يمكن أن يكون هناك حل مؤقت للتغلب على الحواجز التي تعيق تنمية وتحديث البلدان والمناطق.
وأوضح الكاتب أن الصين وبريطانيا، توصلتا إلى اتفاق “يقضي بتأسيس فترة الحكم الذاتي لهونغ كونغ لمدة خمسين عاماً، استناداً إلى الصيغة المعروفة “دولة واحدة ونظامان”، وهي الفكرة التي قبلتها الصين، بالرغم من أن الأنظمة الاقتصادية مختلفة، إذ إن الصين شيوعية، فيما تتبنى هونغ كونغ الرأسمالية.
وفي حالة سبتة ومليلية، يقول كناليس: “يمكننا الحديث عن دولة واحدة وعلمان”، لأن النظام الاقتصادي هو نفسه على ضفتي البحر الأبيض المتوسط”، مستدركاً أن “حالة هونغ كونغ، لا تساوي سياسيا أو تاريخيا أو ثقافيا أو اجتماعية حالة سبتة ومليلية، لكن الأمر لا يتعلق بتسوية انتمائهم وسيادتهم، بل السماح بالتنمية المشتركة”.
والسيناريو الوحيد لتجاوز هذه المعيقات، حسب كناليس، هو “خلق فترة انتقالية متفق عليها بين الأطراف الثلاثة”، منبهاً إلى أن “ما يقلق المسلمين والمسحيين واليهود والبوذيين والملحدين من سبتة ومليلية، هو مستقبل أطفالهم، وتعليمهم وصحتهم وعملهم وسكنهم، باختصار: تقدمهم الاقتصادي والاجتماعي”، مختتما، أنه بعد ذلك، “سيكون هناك وقت للحديث عن الأعلام والأناشيد والحدود”.