يوسف المرزوقي- الرباط
أجمعت تقارير إعلام إسبانية، على أن إعادة العلاقات بين المغرب وألمانيا، إلى مجراها الطبيعي، وضع الجارة الشمالية إسبانيا، في موقف لا يحسد عليه.
فمنذ بداية الأسبوع الجاري، حيث أخذت العلاقات بين الرباط وبرلين مجرى مغايرا، بعد أزمة حادة دامت تسعة أشهر؛ خصصت الصحافة الإسبانية حيزا مهما لهذا التطور الجديد في العلاقات المغربية الألمانية، والتي تتجه تدريجيا نحو ذوبان الجليد بين البلدين.، بينما هاجمت حكومة بلادها لعدم السير في نفس المنوال.
أبرز تلك التقارير، ما كتبته صحيفة ”لاراثون” الإسبانية ، اليوم الخميس، في مقال بعنوان ” المغرب يطبع علاقاته مع ألمانيا بينما لا ينهي أزمته مع إسبانيا”، جاء فيه أن الرباط حصلت على مواقف مؤيدة من حكومة برلين الجديدة بشأن مغربية الصحراء.
وأوضح كاتب المقال أن عودة السفيرة المغربية، زهور العلوي، إلى ألمانيا، ورغبة ألمانيا في الإسراع بتعيين سفير ألماني جديد بالرباط، واستئناف عمله بشكل طبيعي، مؤشرات ملموسة على نهاية الخلافات بين البلدين.
في مقابل ذلك، تشير الصحيفة، إلى أن انتهاء الأزمة بين برلين والرباط، يأتي في وقت لا تزال العلاقات بين الأخيرة والرباط متوترة، وظهر ذلك بشكل جلي في الانتقادات الحادة التي وجهتنها وزارة الصحة المغربية للسلطات الإسبانية، بخصوص عدم اتخاذها للإجراءات اللازمة في حركة المسافرين لمحاصرة وباء كورونا.
وشددت على أن ذلك يُظهر بشكل جلي أن الأزمة لا تزال قائمة بين البلدين، رغم ”التهدئة” التي بدت خلال الأشهر الأخيرة.
وأكدت الخارجية الألمانية أن المغرب قام بإصلاحات واسعة النطاق في العقد الماضي، ويلعب دورا هاما في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. وينعكس ذلك على الأقل في التزامه الدبلوماسي بعملية السلام الليبية.
وأعلنت ألمانيا الاتحادية، عن تأييدها للمبعوث الشخصي للصحراء المغربية في سعيه إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأوضحت الخارجية الألمانية، أن المغرب قدم مساهمة هامة في هذا الاتفاق في عام 2007 من خلال خطة للحكم الذاتي.
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية، بـ”الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة التي تم التعبير عنها مؤخرا من قبل الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا”.
واعتبرت الخارجية المغربية أن “التعبير عن هذه المواقف يُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي”.
آخر تطورات الانفراج في الأزمة بين البلدين، تعبير برلين، مساء اليوم الخميس، عن ترحيبها بإشارات التهدئة التي أطلقها المغرب، وذلك كخطوة لتجاوز الأزمة بين البلدين، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضحت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الخميس، ”أنه ينبغي أن تعود البعثات الدبلوماسية في الرباط وبرلين بأسرع ما يمكن إلى ” قنواتها المهنية المعتادة للتواصل”.
وأضافت الوزارة أنه يجب الآن دفع العلاقات الألمانية المغربية للأمام من خلال الحوار.
وكان المغرب استدعى سفيرته من برلين للتشاور، في ماي الماضي، بسبب ”تراكم المواقف العدائية ضد المصالح العليا للمملكة من جانب جمهورية ألمانيا الاتحادية.”