24ساعة-متابعة
يواصل المغرب تعزيز مكانته كنموذج إقليمي في مجال التنمية المستدامة، وذلك من خلال اتخاذ خطوة نوعية جديدة في استراتيجيته طويلة الأمد لتنويع مصادر الطاقة الكهربائية وتعزيز الإمداد بالمياه في المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “أتلايار” الإسبانية، أن هذا التوجه يأتي في سياق عالمي يتزايد فيه الاهتمام بقضايا الأمن الطاقي والمائي.
وأورد المصدر ذاته، أن الاتفاق المبرم بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومجموعة طاقة (TAQA Group)، وناريفا (NAREVA)، ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بدعم مؤسساتي من دولة الإمارات العربية المتحدة، يمثل إيذانا بانطلاق تعاون ريادي يهدف إلى إحداث تآزر بين قطاعين استراتيجيين، وإنتاج الطاقة وتحلية المياه.
كما أشارت الصحيفة، إلى أن هذه المبادرة لا تقتصر على مجرد بناء مصانع أو الاستثمار في الأصول، بل تسعى إلى إرساء منظومة إنتاجية متكاملة يصبح فيها توافر الطاقة والمياه حجر الزاوية للتنمية الصناعية والزراعية والحضرية.
ويتضمن المشروع إنشاء محطات للطاقة تعمل بالدورة المركبة بالغاز الطبيعي، ومرافق لتحلية المياه ستشتغل بالطاقة المنتجة محليا، حيث سيتيح هذا الدمج التقني تحسين استخدام الموارد وتقليل الضغط على الطبقات المائية الجوفية، خاصة في المناطق الساحلية حيث يتزايد الطلب على المياه والكهرباء بوتيرة ثابتة.
وأضافت الصحيفة أن هذا المشروع، يُخطط له لتغذية الشبكة الوطنية وأنظمة تحلية المياه بالطاقة المنتجة، مما يوفر استقرارا تشغيليا، أكبر ويسهل التخطيط على المدى المتوسط والطويل.
وتضيف مشاركة شركات ذات خبرة دولية في إدارة الموارد الهجينة، مثل طاقة وناريفا، بعدا مهما يتمثل في نقل المعرفة والقدرة على التنفيذ، وهو ما يمكن أن يكون مفيدا لتكرار هذا النموذج في مناطق أخرى.
ومن الناحية الاقتصادية، تضفي هذه التطورات استقرارا على القطاعات التي تستهلك موارد كثيفة، مثل الزراعة المروية، الصناعة الكيميائية، أو معالجة المعادن، التي تحتاج إلى ضمان استمرارية الإمداد للبقاء قادرة على المنافسة، كما أنها تمثل فرصة لتعزيز سلسلة القيمة المحلية في قطاعات مثل البناء، الصيانة الصناعية، أو هندسة العمليات.
وأكد تقرير الصحيفة، على أنه ستتم متابعة تطور هذا النوع من المبادرات باهتمام من قبل دول أخرى تواجه تحديات مماثلة، فالمغرب لا يقتصر على التقدم نحو تحقيق أهدافه الطاقية والمائية فحسب، بل يقدم أيضا نموذجا عمليا لدمج الإنتاج والتوزيع والاستهلاك بطريقة منسقة.
ويعزز هذا الالتزام الثابت من المغرب بالطاقات المتجددة وتحلية المياه مكانته كرائد إفريقي في مجال التنمية المستدامة، مؤكدا رغبته في تحقيق الاكتفاء الذاتي المائي والطاقي، ليصبح نموذجا يحتذى به في القارة.