24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
في الثلاثين من مارس 2025، يبرز واقع سياسي مقلق في الجزائر وجنوب إفريقيا، حيث يبدو أن قادتهما يفضلون استحضار الأزمات على السعي نحو الحلول. رغم وفرة الموارد الطبيعية والبشرية التي يمتلكانها. يظل البلدان عالقين في خطابات حول الاستعمار والعنصرية. في وقت يتجه فيه العالم نحو التقدم والتكيف مع التغيرات الكبرى. هذه “البوصلة السياسية المعطوبة”. كما يمكن وصفها، تقودهما بعيدًا عن مسار التنمية.
تزامن مثير للجدل: خطابات تبون ورحيل راسول
وحسب صحيفة “أتاليار” الإسبانية، تتجلى هذه الرؤية في تزامن غريب. بين عودة السفير الجنوب إفريقي إبراهيم راسول من الولايات المتحدة، بعد طرده بسبب تصريحاته ضد الرئيس دونالد ترامب. الذي وصفه بـ”العنصري”، ولقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون السنوي مع الإعلام، حيث كرر خطاباته المناهضة للاستعمار الفرنسي. في الجزائر، يلقي تبون باللوم على اليمين المتطرف الفرنسي في أزمة العلاقات مع باريس. بينما تستند جنوب إفريقيا إلى العنصرية كتبرير لأزمتها الدبلوماسية مع واشنطن، في موقف يعكس استمرار التركيز على ماضٍ مؤلم بدلاً من مستقبل بنّاء.
جنوب إفريقيا والعنصرية: إرث يهدد التعايش
في جنوب إفريقيا، أدت هذه الأجواء المشحونة بالخطاب العنصري، الموروث من عصر الفصل العنصري، إلى مخاطر هجرة عشرات الآلاف من البيض ذوي الأصول الأوروبية إلى الولايات المتحدة، مما يهدد بخسارة كبيرة للموارد البشرية التي كانت ركيزة الاقتصاد. هذا الوضع يتناقض مع رؤية نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك، اللذين سعيا لبناء دولة تعايش لا دولة طرد. أما في الجزائر، فإن استحضار تبون المستمر للاستعمار الفرنسي يغذي أزمات دبلوماسية مع دول مثل فرنسا وإسبانيا، دون مبرر واضح سوى ربما مصالح شخصية لضباط جيش يستفيدون من استمرار التوترات، خاصة حول قضية الصحراء.
الجزائر والاستعمار: خطاب المظلومية يغذي الأزمات
هذا النهج يعكس غياب رؤية واضحة للتقدم. ففي حين يمكن للجزائر الاستفادة من مواردها لتحقيق نهضة اقتصادية، تظل غارقة في خطاب المظلومية. وفي جنوب إفريقيا، يهدد التركيز على العنصرية بتقويض التنوع الذي يمثل ثروتها الحقيقية. كلا البلدين يحتاجان إلى تجاوز متلازمات الماضي لتحقيق تقدم حقيقي، وإلا سيظلان في دائرة الجمود، بعيدين عن طموحات شعبيهما.