24 ساعة ـ متابعة
على هامش الزيارة التي تقوم بها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للجزائر، نشرت صحيفة “دوماني” الإيطالية مقالا صحافيا عنونته بـ “متاعب الجزائر الغامضة، جارة مهمة وإشكالية”. كشفت فيه أن الخبراء والصحافيين يتساءلون “من المسؤول في الجزائر؟”. وهو تساؤل أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى بعد لقاء ميلوني بتبون، فالأمر يتعلق ببلد يعد شريكا رئيسا في مجال الطاقة بالنسبة لأوروبا، لكنه منافس حقيقي لحليف آخر هو المغرب.
من يحكم الجزائر؟
و اضاف المقال الذي كتبه الصحافي “دافيد ماريا دي لوكا”، فإن الجزائر بالنسبة لحكومات الدول الأوروبية المتوسطية يعتبر “لغزا يصعب حله”، مبرزا أن سؤال “من يحكم الجزائر؟” يقدم بخصوصه الجزائريون جواب بسيطا للغاية وهو “البوفوار” أو السلطة. وهي مجموعة غامضة من العسكريين وكبار المسؤولين والسياسيين. الذين يرتبط أغلبهم بالجيل الذي خاض حرب التحرير ضد فرنسا في الستينات.
وأشار المقال إلى أن مكمن السلطة الحقيقة منقسم بين الجيش ودوائر المسؤولين غير المنتخبين، وتبون الذي كان رئيسا للوزراء في حقبة ما قبل حراك 2019، والذي وعد بالإصلاحات ودعم الحراك، بما أوصله بشكل غير مباشر للسلطة، أثبت الزمن أن وعوده “فارغة”، حيث استغل النظام ذريعة وباء كورونا لمنع الاحتجاجات، ثم أصبح الصحافيون والمعارضون مضطهَدين.
الوجه الحقيقي للجزائر هو أنه “نظام عسكري وحشي”
وأحال الكاتب على مقال السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر، كزافيي دريينكور، المنشور مؤخرا على صحيفة “لوفيغارو” بعنوان “الجزائر تنهار.. فهل تجر معها فرنسا؟”، للقول بأن الوجه الحقيقي للجزائر هو أنه “نظام عسكري وحشي يُخفي نفسه وراء سلطة مدنية”، مبرزا أن الطبيعة الاستبدادية للنظام الجزائري لم تمنع الأوروبيين من التعامل معه تجاريا، لأن لديه حقول النفط والغاز، وإيطاليا كانت من أوائل الدول التي عززت علاقاتها بالجزائر في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، رغم رفض الجزائر إدانة الغزو الروسي.
أما بالنسبة للمغرب، فأشار المقال إلى أن المشكلة الأساسية بينه وبين الجزائر. والتي تشي باحتمال وقوع حرب بينهما، هي قضية الصحراء، ورئيسة الوزراء الحالية ميلوني تعرف هذه القضية جيدا. حيث سبق لها أن زارت مخيمات تندوف، ودعمُ جبهة “البوليساريو” حاليا “لا يبدو أنه يتعارض مع المصالح السياسية المباشر لإيطاليا”. لكنه يسير عكس التيار أوروبيا.
الدبلوماسية المغربية نجحت بأسلوب ماهر في جلب التاييد لخطة الحكم الذاتي
و كشف المقال أنه على أرض الواقع هناك العديد من البلدان الأوروبية. التي انتقلت تدريجيا وبشكل متزايد. إلى تبني المواقف المؤيدة للمغرب. ففي أبريل الماضي دعمت إسبانيا مثلا مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي وصفه المقال بـ”خطة السلام المغربية”. مبرزا أن المملكة “لعبت أوراقها ببراعة في وقت كانت فيه الجزائر، المنافسة، منشغلة بمشاكلها الداخلية”.
وخلصت الصحيفة الى أن الدبلوماسية المغربية نجحت بأسلوب ماهر. في ضمان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء سنة 2020، حين قامت بتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل مقابل توقيع الرئيس الأسبق دونالد ترامب. مرسوما رئاسيا يعترف بسيادتها على المنطقة،
مبرزة أيضا أن المغرب اتخذ موقفا واضحا من الحرب الروسية الأوكرانية وانحاز علنا إلى حلفائه الغربيين. لدرجة أنه أصبح جزءا من مجموعة الاتصال التي ينسق معها حلف “الناتو” لشحن الأسلحة إلى أوكرانيا.