24 ساعة – متابعة
تتجلى دينامية المغرب الصناعية في مشهد قطارات الشحن التي تعبر شماله، محملة بسيارات كهربائية تنتجها مصانع “رونو” في طنجة، متجهة إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، لتصديرها إلى أوروبا. ويجسد هذا المشهد تحول المغرب من وجهة استثمارية إلى قوة صناعية تنافس في قلب السوق الأوروبية.
وحسب موقع Autobild.es يعزز المغرب موقعه كمركز صناعي بفضل مزايا تنافسية متعددة، وموقعه الجغرافي المميز بين إفريقيا وأوروبا، وتكاليف يد عاملة منخفضة تفوق تنافسية الصين، واتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، وبنية تحتية متقدمة، واستقرار سياسي يجذب كبرى الشركات العالمية، وجعلت هذه العوامل كلها المغرب وجهة مفضلة لعمالقة الصناعة مثل “رونو” و”ستيلانتس”.
ويشير المصدر ذاته، إلى أن المغرب في عام 2023، أنتج أكثر من 700 ألف سيارة، بنمو 15% عن العام السابق. كما بلغت صادرات القطاع 141.7 مليار درهم (حوالي 13 مليار يورو)، مسجلة زيادة بنسبة 27%.
ويطمح المغرب، بحسب المصدر الذي نقل عن وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، إلى إنتاج مليون سيارة سنويا بحلول 2025، و1.4 مليون بحلول 2028، متجاوزا دولًا أوروبية مثل المجر ورومانيا، ومقتربا من بولندا.
ويشكل هذا التقدم فرصة لإسبانيا من خلال زيادة الطلب على صادراتها نتيجة تحسن القدرة الشرائية في المغرب، لكنه يثير في المقابل قلقًا في أوروبا بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج في المغرب، حيث لا يتجاوز متوسط الأجور 300 يورو شهريًا. ويجعل هذا الوضع المغرب منافسا قويا للدول الأوروبية التي تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج.