24 ساعة ـ متابعة
كتبت صحيفة “النهار العربي” اللبنانية أن الانتخابات التشريعية في المغرب أظهرت أن “الشعب المغربي يتمتع بوعي اجتماعي عال” يجعله يلجأ إلى التغيير متى ما وجد أنه تم الابتعاد عن تحقيق طموحات الأغلبية المشروعة.
وقالت الصحيفة، في مقال للكاتب الصحفي محمد الرميحي بعنوان « التجربة المغربية »، إنه « من المهم أن يخضع المشروع المغربي الى التحليل العقلاني لأنه لافت. فالموضوع في الأساس هو إدارة الدولة الحديثة، وواضح من تجربة طويلة أن الدولة لا يمكن أن ت دار في عالم اليوم بالأيديولوجيا بل بالسوسيولوجيا إن صح التعبير، أي بفهم متطلبات المجتمع الحديث والاستجابة لها ».
وأضاف كاتب المقال أن « السياسة الخارجية لم تكن محط نقاش في الحملة الانتخابية المغربية، إذ كان التركيز على الإدارة وكفاءة العمل في الدولة لتحقيق الحد الأدنى من مطالب الجمهور الواسع »، مبرزا أن النتيجة العامة للانتخابات المغربية هي « الابتعاد عن الشعارات والعودة الى الوسط الذي يعتمد على قراءة الواقع الاجتماعي والسياسي ».
وتابع أنه إذا استعرضنا برنامج الأحزاب المنافسة التي فازت بعدد كبير من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، « فسوف نجد موقع حزب (التجمع الوطني للأحرار)، وهو الذي حاز الأغلبية من المقاعد، يخبرنا بأولوية الموضوعات الاقتصادية لمشروعه السياسي، ويفصل في مشروعه الاجتماعي « تعليم أفضل وصحة أفضل والمهم إدارة أفضل » لما لمركزية الإدارة في الدولة الحديثة من أهمية، أما الحزب الثاني الذي حصل على أعلى الأصوات، يضيف الرميحي، فقد كان حزب (الأصالة والمعاصرة) الذي انصب اهتمام برنامجه الإنتخابي على ما يسميه « الديموقراطية الاجتماعية »، أي ربط التنمية بتعزيز الفهم الديموقراطي والعمل الجماعي من أجل الخير العام.
أما حزب « الاستقلال »، الثالث في الترتيب، يقول الكاتب الصحفي، فهو « حزب قديم تأسس رسميا عام 1944، ويرتبط اسمه بعلال الفاسي، الرجل الوطني المعروف، وهو حزب وطني وسطي ».
ويرى الكاتب الصحفي أنه ربما تتألف الحكومة من ائتلاف ثنائي أو ثلاثي بين الأحزاب الكبيرة، إلا أن التحدي ليس في الفوز بالانتخابات، « فقد تبين أن الشعب المغربي يتمتع بوعي اجتماعي عال يجعله يغي ر (الأحصنة) متى ما وجد أنها أثقلت بالبيروقراطية والاستنسابية وبعدت عن تحقيق طموحات الأغلبية المشروعة »، مشيرا إلى أن « هذا رهان سوف ينظر اليه الجميع في الجوار بعين الرغبة في النجاح والخوف من الفشل ».