يوسف المرزوقي- الرباط
يبدو أن الجارة الجزائر تريد أن تعلق فشلها في جميع على المستويات، على مشجب المغرب، حتى وإن تعلق الأمر بميدان لا علاقة له بالسياسة، كما الشأن للمجال الكروي والرياضة عموما.
إعلام الجزائر استغل الأزمة الأحادية التي افتعلها جنرالات بلاد المليون شهيد ضد المملكة، منذ مدة، لانتقاد المغرب والهجوم عليه، حتى وإن كان انتقادا غير بناء، غرضه الهجوم فقط ولاشيء غير ذلك.
في هذا الصدد، كتبت جريدة ”الشروق” مقالا غريبا عجيبا؛ اليوم الجمعة، تزعم فيه أن ما أسمته ” الآلة الدبلوماسية الجزائرية تصدت لمحاولات التأثير على المنتخب الوطني قبل اللقاءين الهامين من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2022 بقطر، من قبل أطراف يزعجها تألق كتيبة جمال بلماضي التي بسطت سيطرتها على كرة القدم في القارة السمراء، وتعدت حدودها لتنافس المنتخبات العالمية على تحطيم الأرقام القياسية بعد سلسلة المباريات الـ31 دون هزائم.
وحاول صناع القرار في قصر المرادية، الركوب على الشعبية التي يحظى بها المنتخب الجزائري، باعتباره أحد أقوى المنتخبات على المستوى الإفريقي، لتصفية حساباته السياسوية الضيقة مع جارته الشقيقة المغرب؛ رغم أن الأعراف والروح الرياضية تقتضي، أن يبقى مجال اللعبة أكثر شعبية بعيدا عن السياسة ومتاهتها.
وتساءل مراقبون باستغراب شديد، كيف للمغرب أن يؤثر على مسيرة ومباريات المنتخب الجزائري؟ هل المملكة مثلا سبب الرداءة الكبيرة التي يعيش على وقعها جل الملاعب الرياضية الجزائرية والتي كانت سببا رئيسيا في عدم تحقيق المنتخب الجزائري لنتائج جيدة في المباريات التي خاضها خصوصا داخل البلاد. هنا لابد من الإشارة أن بلماضي وبعض لاعبيه المخضرمين، قد قالوا بالحرف أن أرضية الملاعب الجزائرية تصلح لكل شيء إلا أن تكون ميدانا لخوض مباراة كرة القدم، وهو ما دفع المسؤولين الرياضيين وحتى السياسيين في البلاد، إلى انتقاد بلماضي الذي ربما يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يضرب للحسابات السياسية أي حساب.
عودة إلى ما أوردته ”الشروق” المقربة من صناع القرار في الجزائر، تقول وهي تستعرض ”إنجاز” دبلوماسيتها العمامرية، أن ”آخر انتصار جزائري في معركة الكواليس تمكنت “الأيدي الحامية” للمنتخب الوطني من إرغام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن التراجع على تعيين الحكم المغربي، سمير الكزاز، لإدارة مواجهة الجولة الخامسة من تصفيات مونديال قطر عن المجموعة الأولى بين منتخبي بوركينافاسو والنيجر”.
واعتبرت الجريدة استبدال حكم بآخر، إن كان ذلك صحيحا، انتصارا وإنجازا دبلوماسيا عظيما يجب الاحتفاء به؛ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المستوى المتدني الذي وصل إليه ”كبرانات” الجزائر، بسبب عقدة إسمها المغرب.
”الشروق” لم تقف عند الحد، بل قالت إن الدبلوماسية الجزائرية ”تفطنت لمحاولة الجارة الغربية (أي المغرب)، بواسطة ممثلها في “الفيفا والكاف” رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، لمحاولة مساعدة منتخب “الخيول” من خلال تعيين حكم مغربي لتسهيل مهمتهم أمام منتخب النيجر، ما أدى إلى اعتراض الجزائر وبشدة عن هذا التعيين وإجبار الهيئة المسيرة لكرة القدم الإفريقية على تعديل ذلك واستبدال الحكم المغربي بالحكم الدولي المصري جهاد جريشة الذي يعد من أفضل الحكام الأفارقة للجيل الحالي” !
بل وأضافت أن الدبلوماسية الجزائرية ”أفسدت مخططا آخر كان يستهدف تشتيت تركيز رفاق القائد رياض محرز وإخراجهم من سياق المواجهة الكروية المرتقبة يوم الـ12 نونبر الجاري أمام منتخب جيبوتي، برسم الجولة الخامسة من دور المجموعات لتصفيات كأس العالم، عندما حاولت المغرب جر الاتحاد الجيبوتي لكرة القدم إلى استضافة أبطال إفريقيا على أراضيها رغم قطع الجزائر للعلاقات معها، وهي طريقة ماكرة للنيل من نفسية لاعبي المنتخب الوطني وتشتيت تركيزهم، لكن بفضل العلاقات المتميزة للجزائر مع دولة جيبوتي، أقنعت الأخيرة على برمجة المباراة في مصر بدلا من المغرب رغم تمسك الاتحاد المحلي وبتأثير من لقجع على برمجة المباراة بالمغرب” !
حتى في كتابة مقال عن الرياضة؛ ولا يتناطح كبشان على أن صاحبه ليس صحفيا رياضيا، ظهرت مصطلحات بعيدة كل البعد عن الرياضة وعن كرة القدم، مصطلحات تستعمل في لغة الحرب وقاموس العسكر؛ من قبيل ” مخططات”، ”كفاح” ” استهداف” ” إرغام”… وغيرها من الكلمات التي لا يمكن لصحفي رياضي مهني أن يوظفها في كتابة مقال عن مباراة في كرة القدم.