24 ساعة ـ متابعة
قالت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”، إن العلاقة بين المغرب وفرنسا، وهما دولتين تربطهما علاقات تاريخية وثيقة، تشهد توترات متزايدة في السنوات الأخيرة، ورغم أن المغرب يعتبر لاعباً جيوسياسياً رئيسياً في المنطقة، إلا أن هذه الشراكة الاستراتيجية تواجه تحديات جديدة.
وتحت عنوان: “لماذا من الضروري أن تعيد فرنسا علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب؟”، أوردت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها ، أنه وخلال عهد الملك محمد السادس، الذي يمتد لربع قرن، شهد المغرب تحولات جوهرية، فقد تمكن من تحقيق الاستقرار الداخلي، وتطوير علاقات دبلوماسية واسعة، وتعزيز دوره كقوة إقليمية.
صعود المغرب كقوة إقليمية
وأكدت الصحيفة، أن المغرب بقيادة عاهل البلاد، تمكنت من تجاوز تداعيات “الربيع العربي” بفضل سياسة حكيمة ومرونة، مما سمح له بتحقيق استقرار سياسي واقتصادي.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد عمل المغرب على تعزيز علاقاته مع الدول الأفريقية، خاصة في مجال الاستثمار والتجارة، مما جعله قوة مؤثرة في القارة، واتبع المغرب سياسة خارجية مستقلة، حيث قام بتوقيع اتفاقيات مع دول مختلفة، مثل إسرائيل، دون التخلي عن دعمه للقضية الفلسطينية.
التوتر في العلاقات مع فرنسا
ورغم هذه الإنجازات، تشهد العلاقات بين المغرب وفرنسا توترات متزايدة. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها: مسألة الصحراء، حيث تعتبر هذه القضية نقطة خلاف رئيسية بين البلدين، حيث تدعم فرنسا موقف الأمم المتحدة بشأن تنظيم استفتاء لتقرير المصير، بينما يعتبر المغرب هذه الخطة غير قابلة للتطبيق.
ويتهم المغرب فرنسا بالتدخل في شؤونه الداخلية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، كما تراجع مستوى الثقة المتبادل بين البلدين، بسبب بعض التصريحات والقرارات التي اعتبرها المغرب مسيئة.
أهمية استعادة الثقة
ويرى الخبراء أن استعادة الثقة بين المغرب وفرنسا أمر ضروري لكلا البلدين، فالمغرب يمثل شريكًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا لفرنسا في المنطقة، بينما تحتاج فرنسا إلى المغرب لتعزيز استقرارها في منطقة الساحل.
وحسب الصحيفة، أنه يجب على البلدين فتح حوار صريح ومباشر لحل الخلافات القائمة، وأنه على كل طرف احترام سيادة الآخر وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات.
وخلصت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”، إلى أنه يجب على فرنسا دعم الخطة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي ومقبول لهذه القضية، مشيرة إلى أن العلاقة بين المغرب وفرنسا تمر بمرحلة حرجة، ولكنها تبقى علاقة تاريخية وثيقة، وأنه من الضروري أن يبذل الطرفان جهودًا حقيقية لاستعادة الثقة والتعاون، وذلك في مصلحة البلدين والشعبين