24ساعة-عبد الرحيم زياد
في مقال نشرته اليومية الهندية “تايمز أوف إنديا“، وهي وسيلة إعلامية مرجعية والأهم في البلاد. تحت عنوان “جبهة أفريقية جديدة؟ كيف يؤثر خروج روسيا من سوريا على ليبيا ويجعل المغرب لاعباً رئيسياً لأوروبا”، لا يتردد كاتب المقال، رودرونيل غوش، في كشف أهداف الجزائر. ويرى أن الجزائر جعلت من إلحاق الضرر بالمنطقة هدفها الوحيد، وذلك لإثبات وجودها.
قضية الصحراء: محور التوتر
واكدن الصحبفة الهندية، ان قضية الصحراء المغربية وحدها تجسد فلسفة النظام الجزائري. فمن أجل الحصول على مكان في المنطقة، لا تفكر الجزائر في البناء، بل في عرقلة جهود الوحدة والازدهار المشترك التي يقودها المغرب.
نزاع “مصطنع” و”إرث من الماضي”
بالإضافة إلى دعمها الثابت لانفصاليي البوليساريو،أكد المقال، أن الجزائر تحاول، عرقلة جهود المغرب الرامية إلى اعتماد مخطط الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع حول الصحراء المغربية. هذا النزاع الذي وصفته الصحيفة بـ”المصطنع” و”إرث من الماضي”، يعكس موقف الدولة الهندية من هذا الملف.
دعم دولي لمخطط الحكم الذاتي
ويشير التحليل إلى الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي، المعترف به على نطاق واسع، وخاصة من قبل الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأوروبية، وفي المقابل، يكشف عن العراقيل الجزائرية. لدرجة أن “الجزائر فرضت قيوداً تجارية على شركائها الأوروبيين، وخاصة إسبانيا وفرنسا، بسبب دعمهم الصريح للموقف المغربي من الصحراء”.
الجزائر تستخدم البوليساريو لتقليل ارتباط المغرب بأفريقيا
ويرى كاتب المقال أن “الجزائر تعارض هذا الدعم الدولي للمغرب، لأنها تعتبر الرباط منافساً إقليمياً. إنها تستخدم البوليساريو لمحاولة تقليل ارتباط المغرب بأفريقيا عبر الصحراء المغربية”. ومع ذلك، يؤكد أن “المخطط يفشل”. ويضيف: “الآن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن هذا الموقف (المؤيد للمغرب) سيتعزز أكثر”.
المغرب شريك “لكل من يتطلع إلى الاستقرار”
في غضون ذلك، يمثل المغرب دعامة للاستقرار ولاعباً رئيسياً لأوروبا في مواجهة الديناميات المعقدة والتطورات الجيوسياسية في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. ويعمل المملكة، وهي رائدة في التعاون بين بلدان الجنوب والتنمية في أفريقيا، على إقناع الفصائل الليبية المتناحرة بالتوصل إلى اتفاق سياسي مشترك، من أجل استعادة الاستقرار في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
مشاريع مهيكلة كبرى
بالإضافة إلى ذلك، يواصل المغرب تعزيز مشاريع مهيكلة كبرى، مثل خط أنابيب الغاز العابر لأفريقيا الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر المملكة. ويضيف كاتب المقال: “هذا المشروع ضروري لأمن الطاقة الأوروبي والأفريقي”. وبالمثل، فإن المبادرة الملكية التي تهدف إلى منح بلدان الساحل فرصاً للوصول إلى المحيط الأطلسي حيوية بنفس القدر لتنمية المنطقة.
المجهول الأكبر
يبقى المجهول الأكبر في هذه المعادلة هو موقف روسيا في المستقبل، حسب رودرونيل غوش. الذي يدرس التداعيات الجيوسياسية لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهو حليف تاريخي لموسكو. ويشير الكاتب إلى أن روسيا بدأت في إخلاء قواعدها العسكرية في سوريا. حيث سيتم إعادة نشر المعدات والموظفين في ليبيا، حيث تدعم موسكو منذ سنوات الجنرال خليفة حفتر، شرق البلاد.